فريدمن: اميركا تعيش التفرقة والتراجع واننا أرتكبنا أعمالاً حمقاء وأخطاء كثيرة في الشرق الاوسط
واشنطن - وكالات انباء:- قال المحلل الاميركي من الحزب الديمقراطي "توماس فريدمن"، ان اميركا تراوح في مكانها لعشر سنوات كقوة عظمى.
واضاف فريدمن؛ في ظل الظروف الحالية، فقدت اميركا زعامتها للعالم، فهي تعيش التفرقة والتراجع. فلو دققنا لقرنين ماضيين، فما الذي حول اميركا لقوة عظمى، فلطالما كانت اميركا تبذل على خمسة اشياء اساسية اي البنى التحتية الشاملة للطرق والاتصالات، والنظام التعليمي، والقوانين التي تصب في عدم المغامرة والابتعاد عن الاجراءات العجولة، والبحوث العلمية بدعم مالي حكومي، وجلب الاستثمارات. فكانت مستقطبة لاكثر الاشخاص مهارة في العالم، واكثرهم من الشرق الاوسط. كما كانت اميركا تبذل على تعليم مواطنيها.
واستطرد قائلا: ان ما اخرج اميركا عن مسارها، انها منذ عشر سنوات قد جمدت العمل والاستثمار على هذه الامور الخمسة فقد تم توقيف التخطيط والاستثمار للمستقبل فان اردت ان تذهب من نيويورك الى شيكاغو، فعليك الجلوس لمدة 22 ساعة في القطار، ولكن المسافة من بكين الى شنغهاي لا تتجاوز اربع ساعات ونصف الساعة فقط، في الوقت الذي تفوق المسافة بين بكين الى شنغهاي المسافة بين ونيويورك الى شيكاغو. فما زلنا نفكر في امور قريبة.
وردا على التساؤل القائل؛ هل ان اميركا باتجاه الجنون، اذ اوصلت ترامب الى البيت الابيض؟ قال فريدمن: ان تولي ترامب لرئاسة الجمهورية جاء حصيلة عدة امور. فهو قد نافس للرئاسة مع "هيلاري كلينتون"، والتي تفقد الشعبية بين الاشخاص المستقلين. وكانت الهوة واسعة في مجال المرتبات، اذ ان مرتبات 60% من الشعب الاميركي لم تتغير لعشرين عاما خلت، وبذلك حصل ترامب على اصوات الناخبين لاجل ان يجربوا رئيسا جديدا لا غير.
وقال: هنالك الكثير من الآلام بحاجة للتداوي في اميركا، ولطالما كنا نعتقد اننا ارتكبنا اعمالا حمقاء كثيرة، وارتكبنا اخطاء كثيرة في الشرق الاوسط. ومع ذلك نحن نقلق على العالم الذي بات الموقف الاميركي فيه مهجورا. فدول مثل روسيا والصين ستملأ فراغات اميركا. وانها كارثة بالنسبة لاميركا وللعالم اذا بقي ترامب لدورة رئاسية ثانية.
هذا ومازالت تداعيات جائحة "كورونا" تثقل كاهل الاقتصاد الاميركي، اذ ان عدد العاطلين عن العمل قد بلغ خمسين مليون مواطن اميركي.
وحسب موقع "روسيا اليوم" فانه خلال النصف الثاني من حزيران الماضي، سجل 4/1 مليون مواطن اميركي آخرين اسماءهم ضمن قائمة دعم العاطلين عن العمل. وعلى هذا الاساس فانه للاسبوع السادس عشر على التوالي تتجدد الطلبات على التسجيل في قائمة العاطلين عن العمل ليصل العدد الى خمسين مليون عاطل.
ويذكر ان وباء كورونا قد تفشى في اميركا اكثر من اي بلد آخر ليصل عدد المصابين الى 25 مليون شخص، اضافة الى بلوغ عدد الوفيات 130 الف متوفى، وهي في تزايد.
كما ان اغلاق العديد من المعامل والمراكز الصناعية وتراجع عدد السياح وانخفاض معدل الانتاج واستهلاك السلع، هي التحديات الجديدة للحكومة الاميركية. اضافة الى اغلاق الفنادق والمطاعم، التي تتسبب في زيادة عدد العاطلين.
كما ان ركود سوق النفط الاميركي والبيع بسعر منخفض جدا، اضافة لخفض ما يقرب من 3 ملايين برميل من نفط "شيل"، وهذا جانب من الاضرار المترتبة على الاقتصاد الاميركي.