kayhan.ir

رمز الخبر: 115857
تأريخ النشر : 2020July17 - 23:21

لا سيادة للعراق في ظل الاميركان


مهدي منصوري

سؤال يتبادر في اذهان الكثيرين هل ان العراق اليوم يتمتع بالسيادة كبقية دول العالم؟، ام ان سيادته منتهكة وبصورة قد لا يتوقعها احد.

فمن المسلمات ان هناك مرتكزات اساسية تعتمد عليها استقلال وسيادة الدول، ولما تفقد هذه المرتكزات فانها تضع نفسها في دائرة الاستعباد، وعند مراجعة دقيقة نرى انه ومنذ ان وطأت اميركا المجرمة اقدامها ارض العراق بذريعة كاذبة ومزورة كما اثبتتها الايام. فقد وضعت في اولوياتها ان يكون هذا البلد مستعبدا لارادتها وذلك من خلال تحكمها في المال والارض والسماء وانتهاك كرامة الشعب العراقي، ولا نحتاج الى عناء في اثبات هذا الامر لاننا نجد ان المال العراقي قد وضع في صندوق مفاتيحه بيد اميركا وعندما يحتاج العراقيون هذا المال عليهم ان يقدموا طلبا لها للحصول عليه وبعد ان تتأكد واشنطن ان هذه الاموال تصب في مصالحها قد تسمح بمنحه للعراقيين. وواضح ان الازمات الخانقة التي عاشها ويعيشها العراقيون هي من شحة الاموال في بناء بلدهم والتي برزت في قلة الخدمات سواء كان على مستوى الطاقة الكهربائية وحتى البنى التحتية بحيث لم نر اي تقدم في هذا المجال منذ 16 عاما، بل وبالعكس من ذلك وصلت فيه الاوضاع الى الاسوأ. وخير دليل ما صرح به السفير الالماني اخيرا ان اميركا قد وقفت حجر عثرة امام تطوير الطاقة الكهربائية والتي كان من المفروض ان تقوم به شركة سيمنس الالمانية. واما الارض والسماء فلا يحتاج الى سرد الادلة على ذلك فهي تتلاعب في المنافذ الحدودية لان المسؤولين الاميركان يدخلون ويخرجون ويهربون السلاح الى الداخل العراقي ويعيشون وكما يحلوا لهم من دون استئذان من الحكومة العراقية واما السماء فالطائرات الاميركية تجوب الاجواء العراقية ومن دون حساب او كتاب.والاتعس من ذلك هو ماصرح به ترامب وبوقاحة منقطعة النظير وفي وضح النار ان على العراقيين ان يعطوننا نفطهم وهو مالم يجرؤ ان يقولها لحاكم ولاية من الولايات الاميركية.

والاهم في الامر هو انتهاك حقوق الانسان العراقي من قبل الاميركان وبصورة صارخة ومن دون استحياء والتي كان آخرها استهداف قائدي النصر على الارهاب ابو مهدي المهندس وسليماني ومن خلال اعتراف نزق من قبل ترامب بانهم هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة.

والانكى في الامر ايضا والذي يضاف الى انتهاك سيادة العراق من قبل واشنطن هو ادخال المرتزقة والقتلة من خريجي السجون تحت عنوان "داعش" ليستخدموا مختلف الاساليب الاجرامية لقتل الشعب العراقي لا غيروقد سالت الدماء البريئة على يد هؤلاء المجرمين وبدعم اميركي فاضح.

اذن والسؤال الاخير للذين يتغنون بالسيادة العراقية من عملاء ومرتزقة اميركا من سياسيين واعلاميين وغيرهم وبعد كل الغيض من الفيض الذي ذكرناه، هل لازالت عقولهم العفنة لم تستوعب ان العراق بشعبه ورجاله قد ديست كرامته وانتهكت سيادته من قبل المحتل الغازي. مما يفرض على الاحرار من العراقيين و لاجل استعادة هذه السيادة فلا طريق لهم سوى ان يجمعوا قواهم من اجل اخراج المحتل الاميركي وعملائه "داعش" المجرمين وبغير ذلك فيسبقون تحت مظلة الاستعباد الاميركي، وهذا ما لا يرضاه اي عراقي حر شريف.وقد اكد الرافضون للمحتل الاميركي من انهم يفضلون الموت على البقاء اذلاء بوجود الاميركان.