مجلس التعاون بوق اميركي بامتياز
مهدي منصوري
اتهامات مجلس التعاون الخليجي لايران لم يكن جديدا او مستغربا لان اميركا ارادت من تشكيل هذا المجلس الصوري الذي لم يبق سوى اسمه ان يكون بوقا يخدم المصالح والمشاريع الاميركية في المنطقة ولا غير. وكما يقال اذا عرف السبب بطل العجب اذن فان ما يصدر عن المجلس لم يعد له اي اهمية تذكر.
والملاحظ وكما اشار المراقبون ان مجلس التعاون الممزق والمتفرق في رؤاه حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية والذي لم يستطع ان يحل مشكلة تفككه الذي مضى عليه اكثر من عامين بسبب الخلافات التي مزقته شر ممزق لم يتفق الا اذا كان الهدف طهران ولذلك فان الديباجة التي كتبت في اول اجتماع لهذا المجلس من قبل اميركا لازالت كما هي ولم يحدث عليها اي تغيير الا وهو النيل من ايران فقط ومن دون النظر الى المسائل الاخرى.
واليوم وكما يعلم الجميع ان مجلس التعاون كان في سبات عميق وبعيدا عن كل مجريات الاحداث في المنطقة قد صحا وبقدرة قادر لكي يخرج علينا المتحدث باسمه نايف الجحرف ويرسل الاتهام الى ايران بانها تمد الحوثيين بالسلاح والذي يهدد المنطقة. ولا ندري هل ان الحجرف هذا يعلم ام لا يعلم ان اليمنيين لم يهاجموا السعودية بل ان الاخيرة هي التي ارسلت طائراتها وصواريخها الى ابادة الشعب اليمني واوصلته الى الحالة المزرية التي هو فيها اليوم. وليعطينا الحجرف الذي كان يغط في نوم عميق المبرر لهذا العدوان الغادر الذي يتنافى مع ابسط قواعد الانسانية والاخلاقية فضلا عن الاسلامية؟
وهل يعلم الحجرف ان الحصار القاتل الذي مارسته السعودية على ابناء اليمن ومن جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية والتي تسببت بمنع المواد الغذائية والدوائية هي التي شكلت حالة من التجويع المتعمد لهذا الشعب المسالم والبريء. ام ان ضميره وتجاه هذه القضايا كان ميتا وفاقد الاحساس حتى جاء النداء من اميركا بان يصحو ويطلق هذه التصريحات التي لا واقع لها. ام ان الصواريخ اليمنية التي دكت الرياض وبعض المعسكرات الاستراتيجية في المدن السعودية قد افاقته من سباته العميق؟.
واخيرا ليعلم الحجرف الذي وضع نفسه ناطقا لمجلس التعاون الذي لا وجود له على الارض واصبح اثرا بعد حين لان حالة التمزق قد اخذت مأخذها منه بحيث لم يعد ذلك المجلس الذي اريد له ان يكون السيف الحاد بيد الاميركان ضد طهران، ان بعض الدول الخليجية التي يضمها مجلس التعاون لها علاقات جيدة مع ايران وبصورة لم يكن يتوقعها. وكذلك ليعلم ان الحوثيين اليوم لم ولن يحتاجوا السلاح من ايران لان ما لديهم من الذخيرة والتي افصح عنها الرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح تكفيه لاعوام طويلة في المواجهة بالاضافة الى الطاقات الشبابية اليمنية التي تقوم بدورها الفاعل في توفير مختلف الوسائل للحفاظ على استقلال وسيادة بلدهم. والم يفكر الجحرف ولو قليلا انه وامام هذا الحصار القاتل الذي تمارسه السعودية وبعض ذيولها الجبناء الذي منع الغذاء والدواء عن هذا الشعب ووضعه في حالة الموت الجماعي كيف يتاح لها ارسال السلاح الى اليمن؟
وفي نهياة المطاف على الحجرف ومن امثاله ان يدرك ان ابناء اليمن هم الوحيدون اليوم الذين عرفوا كيف يوقفوا العدوان السعودي ولكن سيكلف ليس فقط السعودية ثمنا باهظا بل كل الدول الداعمة لها وان ذلك ليس ببعيد.