وسائل إعلام صهيونية: الاتفاق الصيني - الايراني المقترح أخبار سيئة لـ"اسرائيل" واميركا
* عمل ايران والصين على صفقة اقتصادية أمنية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لمدة 25 عاماً، يثير لدى "إسرائيل" أسباباً عديدة للقلق والتوجّس
* بكين: الصين وايران تتمتعان بصداقة تقليدية وعلى اتصال لتطوير العلاقات الثنائية، ومستعدون للعمل مع طهران لدفع التعاون العملي بشكلٍ مطّرد
* بكين تعارض المحاولات الأميركية لتفعيل آلية "إعادة فرض العقوبات" على ايران التي وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)
القدس المحتلة - وكالات انباء:- تتحدث وسائل الاعلام الصهيونية عن العلاقات الايرانية الصينية بما يعكس المخاوف الكبيرة على الكيان اللقيط، مشيرة الى أن الاتفاق الصيني الايراني المقترح خبر سيئ لتل ابيب وواشنطن ويعرض العلاقة مع "إسرائيل" للخطر، لأن أي دولار "يدخل الى النظام الايراني يمكن إنفاقه على الأرجح ضدّ "إسرائيل".
وقالت وسائل الاعلام الصهيونية، مع عمل ايران والصين على صفقة اقتصادية وأمنية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لمدة 25 عاماً، يثير لدى "إسرائيل" أسباباً عديدة للقلق والتوجّس.
الاتفاق المقترح، الذي سُرّب الى صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، سيؤدي الى علاقة عسكرية أوثق بين طهران وبكين، بما في ذلك تدريبات عسكرية مشتركة، وبحث وتطوير أسلحة وتبادل معلومات استخبارية. كما أنه سيزيد الاستثمارات الصينية في المصارف والاتصالات والمواصلات الإيرانية، مثل المطارات وسكك الحديد.
وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية: أن الوثيقة تصف ايران والصين على أنهما "دولتان آسيويتان عريقتان.. لهما رؤية مماثلة، ستعتبر إحداهما الأخرى شريكة استراتيجية". لم يؤكّد أيّ من الجانبين علانية أن الوثيقة حقيقية، أو أنهما وقّعا عليها أو أن هناك أيّ اتفاق من هذا القبيل. لدى سؤاله حول اتفاق مع ايران في الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: "الصين وايران تتمتعان بصداقة تقليدية، وكان الجانبان على اتصال بشأن تطوير العلاقات الثنائية. نحن على استعداد للعمل مع ايران لدفع التعاون العملي بشكلٍ مطّرد".
ووفقاً ل"كاريس ويت" المديرة التنفيذية الصهيونية لشركة SIGNAL، وهي مؤسسة فكرية تركز على العلاقات الصينية - الإسرائيلية: "هذا مؤشر على المقاربة الصينية، (لتحديد) مكمن الضعف، ثم البحث بصبر عن طرق للاستفادة منه".
وقالت: الاتفاق يتناسب مع مبادرة الحزام والطريق الصينية لبناء البنية التحتية في جميع أنحاء العالم، مع جلب ايران الى مدار نفوذها. كما أنها ستدعم العملة الرقمية الصينية الجديدة E-RMB كوسيلة لتجاوز الأنظمة الأميركية وتقليل قوة الدولار - وسيضر الاتفاق "إسرائيل" إذا آتى ثماره، وستكتسب الصين القوة والنفوذ في المنطقة عبر ايران، وهي بطاقة دبلوماسية يمكن أن تلعبها حيال اميركا وحشد نفوذ أكبر في الخليج الفارسي.
واكدت "وايت" بالنسبة لـ "إسرائيل"، إمكانية الضرر الكامنة في مثل هذا الاتفاق واضحة، فأي دولار يدخل الى النظام الايراني هو دولار يمكن إنفاقه على الأرجح ضدّ إسرائيل". ويتضح هذا بشكلٍ خاص عندما يتعلّق الأمر بتعزيز الجيش الايراني من خلال التعاون مع الصين. تحويل أي من الموارد الجديدة الى جيش إيران من المحتمل - وعلى الأرجح - سيوجّه ضد "إسرائيل".
وقالت: ان تقرير حديث لوزارة الدفاع الأميركية يقول إن الصين تسعى لبيع ايران طائرات هليكوبتر هجومية وطائرات نفّاثة مقاتلة ودبابات، والمزيد بمجرد انتهاء حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في تشرين أول/أكتوبر.. الصين لا يعنيها ما تقوله ايران عن تدمير "إسرائيل".
"وفيما إسرائيل" والولايات المتحدة تضغطان على أعضاء مجلس الأمن الدولي لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران الذي بدأ بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية. لكن السفير الصيني لدى الأمم المتحدة "زانغ جون" قال في الأسبوع الماضي إن بكين تعارض المحاولات الأميركية لتفعيل آلية "إعادة فرض العقوبات" على ايران التي وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
وأشارت وسائل الاعلام الصهيونية الى أن التدفق الهائل للاستثمارات الصينية سيقطع شوطاً طويلاً في عكس الضغوط الاقتصادية الاميركية والاوروبية على ايران، مما يخفف الضغط بشكل فعال.
وحذرّ تقرير صادر عن معهد "راند" الصهيوني للأبحاث من أنه بسبب علاقات الصين الوثيقة مع ايران، يمكن للحكومة الصينية أن يكون لديها شركات تتبادل الأفكار مع طهران حول "إسرائيل" لكسب امتياز ونفوذ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للصين استخدام الشركات العاملة في "إسرائيل" وايران من أجل التأثير السياسي على "إسرائيل"، كما هو الحال في عام 2013 عندما اشترطت زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى بكين بوقف مسؤولي الدفاع عن الشهادة في دعوى قضائية اتحادية في نيويورك ضدّ بنك الصين بسبب نقل أموال ايرانية لحماس والجهاد الاسلامي- وفق إدعائه.
مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قال إن الولايات المتحدة تنتظر لترى ما سيظهره الاتفاق الفعلي، وستواصل اتخاذ إجراءات ضد أي شركة صينية تخرق العقوبات. على سبيل المثال، الولايات المتحدة تقاضي باتهاماتٍ جنائية المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الصينية هواوي "مينغ وانزهو"، لمحاولته تجنب العقوبات الأميركية عن طريق إخفاء استثمارات في ايران.
مكتب رئيس الوزراء الصهيوني "نتن ياهو" رفض التعليق على تقارير وسائل الاعلام والمؤسسات الصهيونية في هذا الاطار، لكن من المرجّح أنه ينظر بعين القلق الى الاتفاق الصيني - الايراني.