مأرب على الابواب
ما يشهده اليمن السعيد هذه الايام من تطورات سياسية وميدانية لافتة، تعبر عن واقع جديد بان جميع الاطراف المتحالفة مع العدوان السعودي ـ الاماراتي قد ترسخت لديها القناعة بانه لاحل عسكرياً في اليمن ولابد لجميع الاطراف ان تجلس على مائدة المفاوضات لحسم الامور، لكن ما يحدث اليوم هو ان هذه الاطراف منهمكة لجمع الاوراق وطرحها على طاولة التفاوض استعدادا للحصول على المكاسب وهذا ما تحلم به على حساب الشعب اليمني الذي يقف في غالبيته مع انصار الله والجيش لبناء يمن مستقل وموحد تقطع عنها اليد الخارجية اقليمية كانت أو دولية ويصبح فيها القرار يمنيا ـ يمنيا.
اكثر من ستين شهراً وعدوان التحالف السعودي ـ الاماراتي المدعوم اميركيا يفتك باليمن وشعبه لكنه لم يحقق أي من نتائجه المرجوة على الارض سوى الخراب والدمار والايغال في قتل المدنيين الأبرياء (خاصة النساء والاطفال) هذا ما وضع السعودية في ملف العار الاسود "قتل الاطفال" وكلما حمي الوطيس في اليمن ويكون لصالح انصار الله والجيش نشهد تحركا ملموسا للمنظمة الدولية ليس بهدف تحقيق مصالح ابناء اليمن ووقف سفك الدماء، تمهيدا للحل السلمي بل للدفاع عن مصالح التحالف في وقف العمليات العسكرية التي تنتهي باسترداد المزيد من الاراضي اليمنية من قوى تحالف العدوان وادواتهم ومرتزقتهم في الداخل.
واليوم ومع بدء العد العكسي لتحرير مأرب التي باتت على الابواب خلال الساعات أو الايام القادمة وقد فرض الحصار عليها من كل مكان وفرت منها اغلب قوات التحالف، تنتظر قرار القيادة لحسم الموقف لاطلاق ساعة الصفر نشهد تحركا محموما للمبعوث الاممي في وقت لم ينفذ بعد معاهدة السويد التي باتت حبرا على الاوراق.
ان معركة مأرب الفاصلة استراتيجية بامتياز لانها ستكون البوابة لتحرير شبوة وحضرموت والمحافظات الاخرى وهذه ستشكل ضربة قاصمة لدول تحالف العدوان لتي باتت تتقهقر باستمرار أملاً بان تتدخل القوى الغربية لانقاذها ولا تتركها بالساحة وحيدة وبالطبع ليس حبا بها بل حرصا على مصالحها غير ان ارادة الشعب اليمني ستحول دون ذلك لانها اقوى من ارادة الجميع.
واليوم يتساءل الرأي العام العربي والاسلامي لماذا لم تبادر حركة انصار الله توجيه ضربات متوالية وماحقة لبنك الاهداف الحيوية التي في حوزتها في السعودية والامارات و"اسرائيل" وهي في ذات الوقت تمتلك ادواتها من الصواريخ والمسيرات التي اصبحت تصنعها محليا، بدل ان توجه لها الضربات في فترات متقطعة تماشيا مع نظرية "الصبر الاستراتيجي" الذي ينتهجه محور المقاومة بان تكون الضربات تدريجية وتصعيدية عسى ان يصحوا آل سعود على حالهم ويجنحوا للسلم وقفاً لسفك المزيد من الدماء وتوفير الاموال على المسلمين لكننا واثقون بأنه لن يحصل هذا لعنجهية هذه العائلة التي قدرها أن تلقى حتفها المحتوم خانعة ذليلة لترفع الرآية البيضاء على مرأى ومسمع من العالم لتكون عبرة لكل معتد وأثيم والاشهر القادمة ستكون حاسمة ليحقق اليمن السعيد انتصاراته السياسية والعسكرية معاً .. وَما ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز.