الكويت أُمّ الصبي ولن تترك لُبنان وحيداً
شادي هيلانة
برَزتّ الكويت على ساحة العمل الإنساني الدولي بصورة لم يسبق لها مثيل، مسيرتها الإنسانية والتنموية فرضت حضورها في المحافل الدولية كعضو في العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة الدولية، والبنك الدولي والانشاء والتعمير، وصندوق النقد الدولي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
دبلوماسية مخضرمة
عرفت الكويت بحنكتها واحترافها الدبلوماسية، في اطار دبلوماسيي وزارة الخارجية وبعثاتها الدولية، ومع كثرة التحولات الإقليمية والدولية والمشاكل الاقتصادية والركود والكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم إضافة الى الصراعات التي تندلع في مناطق عدة، نجد الكويت حاضرة دائماً بالدبلوماسية في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة، أو المؤتمرات الدولية باحثة للإشكاليات، والمقدمة للحلول والعون والمشورة والحكمة المستلهمة من حكيم المنطقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
أياديها الخيرة لا تُحصى
المواقف الكويتية تجاه لبنان، كما المساعدات الهائلة التي قدمتها دولة الكويت للشعب اللبناني، لا تنسى. ولا يوجد في سجل العلاقات بين البلدين أي من المحطات التي قد تشوِّه صفاء التعاون منذ القِدم. فقد وقفت الكويت الى جانب لبنان إبّان الحرب اللبنانية. ولعلّ القمة الروحية التي عقدها رؤساء الطوائف الدينية اللبنانية على أرض الكويت في شباط 1988، كانت أحد أهم المداميك التي أسسّت للتوافق الذي تلاها، ومهدت لإتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الاهلية، وأقرَّ التعديلات الدستورية في العام 1989.
إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 1996 ، كان للكويت دوراً دولياً فاعلاً لتحقيق وقف إطلاق النار، ومن ثم في إعادة إعمار ما هدمه العدوان. وفي حرب تموز 2006، وقفت القيادة الكويتية الى جانب لبنان، وساعدت في إصدار القرار1701 الذي ألزم العدو الاسرائيلي وقف التدمير الذي أصاب البنى التحتية اللبنانية.
اللواء إبراهيم والرسالة الحاسمة
فعلى وقع الأحداث التي يمر بها لُبنان الحالي من ازمة تتدهور يوم بعد يوم في ظروف صعبة تقع على كاهل المواطن اللبناني، وفي محاولة انقاذية بعث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برسالة حملها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى القادة الكويتيين.
ونقلت مصادر دبلوماسية عن اللواء ابراهيم أنّ الكويت تلعب اليوم دوراً مهماً جداً على اكثر من صعيد، ولها نهجها المميز والخاص في مقاربة المواضيع الإقليمية والعلاقات بين الدول، ومرئيات قيادتها بوصلة الحكمة للباحثين عن الاستقرار والتعاون الإيجابي وسيادة منطق الحوار البناء.
النجاة من الغرق
إنطلاقاً من فحوى الرسالة ، هل ستحسمها الكويت لنجدة لُبنان اولاً بتأثيرها الفعّال والايجابي من جهة صندوق النقد الدولي ، ومن جهة ثانية التدخل الفاعل لحلّ الخلافات الخليجية – اللبنانية ، بالتعامل والتعاون الأخوي إلى إنقاذه من فجوته المالية الخانقة، والتي تعتبر أكبر تهديد لإستقراره وعلى المنطقة ككل .
فهل سيحث الجانب الكويتي المبعوث اللبناني اللواء عباس ابراهيم، وبردٍ حاسم ٍعلى رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الا وهو تفعيل العمل الحكومي والإسراع بِبتّ الإصلاحات بوضع حدّ للفساد والفاسدين ووقف المهاترات والمماطلة، ووضع آلية حقيقية لصرف أموال المساعدات والهبات الدولية المانحة للبنان، لا ان تتبخر مرة جديدة في قطب الخفايا كالعادة، فهذا كان لسان حال كافة الدول الداعمة العربية والغربية.
يبقى الجواب على ما تضمنته "الرسالة الرئاسية "في الأيام القليلة المقبلة، مرهونة على مدى فعاليتها للإستجابة الفورية، ولكن الأكيد والصارم ان الكويت لن تترك لبنان وحيداً.