القائد يشيد بالمجلس الحالي ويعتبره من اقوى المجالس وأكثرها ثورية بعد أنتصار الثورة الاسلامية
طهران - كيهان العربي:- اكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي خامنئي، على ضرورة تكاتف التيارات السياسية والوحدة من أجل مواجهة العدو.
ووصف سماحة القائد الخامنئي خلال لقائه امس الاحد عن طريق الفيديو كونفرانس مع نواب مجلس الشورى الاسلامي، وصف المجلس الحادي عشر بانه مظهر أمل وتوقعات الشعب، واشار الى "بنية البلاد القوية وطاقاتها المادية" و"قدراتها المعنوية والايمانية"، وقال: اننا على ثقة بان جميع المشاكل قابلة للحل وينبغي على مجلس الشورى الاسلامي ان يترك تاثيرا ملموسا في مسار حل المشاكل عبر جدولة الامور حسب الاولويات وتجنب القضايا الهامشية وكذلك العمل الخالص للشعب.
واعرب سماحته عن اسفه العميق لبلوغ فيروس كورونا الذروة مرة اخرى ودعا الجميع للالتزام الكامل بالتوصيات الصحية وقال، انه على المواطنين توسيع نهضة التعاون ومد يد العون للاسر الضعيفة والمعسرة.
واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية النسبة المقبولة لمشاركة الشعب في الانتخابات رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ودعايات الاعداء المحبطة مؤشرا لامل وتوقعات الشعب لحل المشاكل، داعيا النواب ليدركوا قيمة هذه المكانة المهمة.
وراى سماحته المجلس الحادي عشر الراهن بانه من أقوى المجالس وأكثرها ثورية بعد انتصار الثورة الاسلامية في البلاد، واضاف: ان حضور شباب ذوي كفاءات علمية وزاخرين بالحوافز والايمان والقدرات والنشاط الى جانب مدراء ثوريين وذوي خبرات تنفيذية وكذلك عدد من الرواد الذين لهم ماض في تمثيل الشعب، قد جعل المجلس الحادي عشر مجلسا ممتازا وباعثا على الامل.
واعتبر سماحة القائد فترة التمثيل النيابي لـ 4 اعوام فرصة جيدة لتعبيد الطريق للحركة العامة للبلاد والتاثير الكبير في مسار حل قضايا البلاد والعمل على تقدمه وبناء مستقبله.
واعتبر سماحته مشاكل البلاد الاقتصادية بانها كالمرض لكنه اكد في الوقت ذاته بان البنية القوية والقدرة الدفاعية للبلاد تجعلها قادرة على التغلب على هذا المرض مثلما يقر الاعداء اليوم بانهم لم يتمكنوا من تحقيق اهدافهم المعادية لايران رغم اقسى اجراءات الحظر والضغوط الشاملة المفروضة.
واعتبر سماحة القائد الخامنئي، "التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية والغلاء غير المنطقي ومشاكل المراكز الانتاجية والمشاكل الناجمة عن الحظر" من ضمن القضايا التي تخلق مصاعب معيشية خاصة للطبقات الواطئة والمتوسطة، واستعرض بعض طاقات البلاد واضاف: ان انشاء الاف الشركات المعرفية وتنفيذ مئات المشاريع البنيوية والتدشين المستمر للمشاريع الجديدة والتقدم المذهل في الصناعات العسكرية والنجاحات اللافتة في مجال الفضاء، تعد نتيجة للاستفادة من قسم من الطاقات القوية جدا والواسعة في البلاد.
وصرح سماحته بان الطاقات المعنوية للشعب المتجذرة في ايمانه الديني والثوري تعد مكملة للطاقات الطبيعية والجغرافية والتاريخية الوفيرة واضاف، انه ينبغي الاهتمام والاستفادة من الطاقات المعنوية كعنصر مهم جدا.
واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية، "المشاركة الفاعلة والتضحوية للشعب في مواجهة الموجة الاولى لفيروس كورونا" و"خدمات الشعب القيمة جدا في نهضة المساعدة الايمانية للاسر الضعيفة" و"مشاركة الشعب المهيبة والمذهلة في توديع الشهيد القائد سليماني" أمثلة للطاقات المعنوية العميقة للشعب الايراني واضاف: ان الشعب اثبت في تكريمه لـ "مظهر الاقتدار الوطني والجهادي" للايرانيين اي الشهيد سليماني ايمانه بالكفاح والمقاومة امام الاستكبار وانه يولي اعلى قيمة لبطله القومي.
واعتبر سماحته بعض المشاكل الراهنة بانها تعود الى عدم أو قلة اهتمام مسؤولين على مدى أعوام مختلفة، معربا عن ثقته الكاملة بامكانية حل المشاكل الاقتصادية في حال الاستمرار بتنمية منهج الاعتماد على الذات والثقة بالنفس خاصة لدى الشباب والاستفادة من بنية البلاد القوية وقطع الامال الفارغة على خارج الحدود، داعياً نواب مجلس الشورى الاسلامي الى تحديد الاولويات وتجنب القضايا الهامشية والعمل باخلاص على خدمة الشعب والاسهام الفاعل في حل المشاكل.
وقدم سماحته عدة توصيات لنواب مجلس الشورى الاسلامي منها "النية الالهية والخالصة" و"العمل من اجل الشعب" ومسالة "اداء القسم من قبل النواب" الذي يعد قسما شرعيا يتوجب بناء عليه العمل بجد لحراسة الاسلام وصون منجزات الثورة الاسلامية وكذلك "الاهتمام بالقضايا الاساسية والرئيسية للبلاد وتجنب الخوض في القضايا الهامشية" واضاف، ان قضايا البلاد الرئيسية في مجال الاقتصاد في الظروف الراهنة هي "الانتاج والعمل والسيطرة على التضخم وادارة النظام المالي والنقدي وعدم تبعية الاقتصاد للنفط".
وفي القضايا الاجتماعية اكد سماحة القائد على قضية السكن كقضية مهمة جدا واساسية و"زواج الشباب وسبل تسهيله" و"الانجاب والحيلولة دون تحرك البلاد نحو شيخوخة السكان" و"ادارة الاجواء الافتراضية على المديين القصير والمتوسط".
كما دعا الى تضافر الجهود بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، بحيث تقوم كل سلطة باداء مسؤولياتها وفق المهام المناطة بها.
واعتبر سماحته الوحدة والتلاحم الداخلي والصوت الواحد امام جبهة الاعداء الواسعة واجبا على جميع المسؤولين والسلطات في البلاد واضاف: ان جبهة العدو وعلى راسها اميركا التي تعد الاكثر خبثا وقبحا، عبأت كل قدراتها السياسية والاقتصادية والدعائية لاركاع الشعب الايراني القوي، وفي مثل هذه الظروف ينبغي علينا حتى لو كان هنالك اختلاف في وجهات النظر والاذواق في الداخل، الوقوف يدا بيد وبصوت واحد امام العدو المتبجح.
واكد بانه على الحكومة مواصلة العمل بكل جد حتى اليوم الاخير من مهامها وان تقوم في نهاية دورتها القانونية بتسليم الامانة للحكومة القادمة مع تقديم صورة عن الاوضاع.
من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف أن بالامكان تحقيق جانب مهم من أهداف الخطة العشرينية وذلك من خلال التخطيط المحسوب والادارة الجهادية خلال السنوات الخمس المتبقية من الخطة (2025- 2015).
وفي التقرير الذي قدمه قاليباف خلال اللقاء الذي جرى مع سماحة قائد الثورة الاسلامية عبر آلية الفيديو كنفرانس، تطرق الى توجهات وبرامج واجراءات الدورة الحادية عشرة للمجلس والتي بدأت أعمالها مؤخرا برئاسته .
واشار الى أن المجلس الحادي عشر يشكل، في وقت تخوض فيه البلاد اشرس مواجهة اقتصادية وامنية وثقافية مع العدو، الأمر الذي جعل الشعب وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة تواجه ظروفا صعبة.
وتابع قاليباف: انه نظرا لهذه الظروف فان الدورة الـ11 لمجلس الشورى الاسلامي أخذت على عاتقها ان يكون هدفها وهمها الاساس هو معالجة قضايا المواطنين، وتحويل المجلس الى مؤسسة ثورية ناشطة تعمل على تسخير امكانات البلاد وطاقاتها من أجل خدمة الشعب وحل مشاكله.