الرياض وانتهاك حقوق الانسان
مهدي منصوري
كشف اخيرا تقرير لمنظمة حقوق الانسان في السعودية الانتهاكات التي يمارسها حكام بني سعود ضد النشطاء واصحاب الرأي من السعوديين بحيث ان العشرات من المعارضين قيد الاحتجاز ويواجهون مع غيرهم محاكمات جائرة لانتقادهم العلني لتصرفات الحكومة السعودية، والملاحظ وكما اوردته المنظمة انه وفي الاونة الاخيرة ازدادت الاعتقالات والمضايقات من قبل السلطات والتي وصلت فيه الى ممارسة التعذيب بحق معتقلي الراي داخل السجون وقد يصل بهم الامر الى الموت. ولم يقف الامر عند هذا بل تجاوز الى العمل على حجز عوائل واسر المعارضين السعوديين في الخارج.
والملاحظ ان المعلومات التي تتسرب من الداخل السعودي قد تكون غيض من فيض وفيما اذا تم التحقيق من قبل المنظمات الدولية قد تبرز كارثة انسانية لا يمكن تصورها. ولذا فان حكام بني سعود قد أصموا أسماعهم عن الاصغاء لكل النداءات التي اطلقتها المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية والتي تطالبهم باجراء محاكمات عادلة لهؤلاء المعتقلين واطلاق سراحهم وبنفس الوقت الذي طالبت فيه فتح الابواب لهم ليطلعوا عن كثب عما يجري من خلال زيارة السجون والمعتقلات والذي واجه الرفض القاطع من قبل سلطات الرياض.
ولابد من الاشارة الى ان اصوات التنديد والاحتجاج صدرت من داخل القصر الملكي للاجراءات التعسفية التي تمارس ضد المعارضين واصحاب الرأي السعوديين وتشير الى ما وصفه الامير السعودي خالد بن فرحان آل سعود من ان "مملكة آل سعود هي مملكة الصمت والاستعباد" وعبر عنها من انها " اكثر الدول بوليسية في العالم". كما لفت الامير السعودي الى امر في غاية الاهمية عندما اكد ان "الفكر السعودي نابع من ثقافة قمعية استبدادية "وان "المملكة لا تمتلك بعدا استراتيجيا ولا وعيا ثقافيا." ولذا وعندما يخرج الاتهام من داخل القصر السعودي يعكس مدى حالة الاختناق التي يعيشها السعوديون لانهم سيجدون انفسهم في اقبية السجون ان هم حاولوا انتقاد او توجيه اللوم لتصرفات حكومة الرياض.
واللافت في الامر ان هذه التقارير المرعبة عن حقوق الانسان والتي تنشر تفاصيلها بين الفينة والاخرى مع الادلة الثبوتية لم تجد صدى لدى الامم المتحدة او مجلس الامن او مجلس حقوق الانسان العالمي وهو ما صرح به احد المعارضين للنظام السعودي الى احدى الفضائيات وهو علي الهاشمي الذي حرمه النظام من رؤية اطفاله وزوجته بعدما فرضت عليهم الاقامة الجبرية متهما الامم المتحدة بالقول ان الامم المتحدة رفضت مساعدته تحت ذريعة الضغوط السعودية. موضحا ان احد موظفي الامم المتحدة اخبره حرفيا "لا نستطيع مساعدتك نحن نستلم رواتبنا من السعودية" مما يكشف وبصريح العبارة ان حكام بني سعود قد دفنوا الحقائق من خلال شرائهم الذمم بالمال الحرام.
واخيرا وكما تقدم كيف يمكن ان نسمع او نرى ادانة لحكام بني سعود وهي التي استطاعت ان تكمم الافواه وتجند الاقلام لخلق ماكنة اعلامية كبرى تلمع صورتها في العالم وتطمس الحقائق المؤلمة التي يعيشها الشعب السعودي.