kayhan.ir

رمز الخبر: 114966
تأريخ النشر : 2020July01 - 20:36

القمة الافتراضية وتسارع الخطى للحل

امير حسين

ما خرجت به القمة الثلاثية الافتراضية بشأن حل الازمة السورية سياسيا خاصة الوضع في ادلب ينعش الامال بالسعي الى المزيد من التنسيق بين الاطراف الثلاث الايراني والروسي والتركي لترجمة الاتفاقيات المبرمة في اطار مفاوضات استانا على أرض الواقع.

الأمر الهام والمفصلي الذي خرجت به القمة الثلاثية الافتراضية التي عقدت امس الاربعاء بين الرؤساء الثلاث روحاني وبوتين و اردوغان عبر تقنية الفيديو كان التاكيد على وحدة واستقلال وسيادة الأرض السورية وهذا يؤكد رفض القمة القاطع لأية محاولات محمومة لفرض وقائع جديدة على الارض السورية تحت ذريعة الارهاب أو أي تحرك في اطار ما يسمى "المبادرات" باتجاه اقامة الحكم الذاتي وهي أشارة صريحة وشفافة في معارضتها لأي مخطط انفصالي يستهدف سوريا ووحدة أراضيها وهي في نفس الوقت طمأنة لدول الجوار وأمنها القومي. وبقدر ما شددت هذه القمة على مواجهتها للمخططات الانفصالية اكدت على مواصلة العمل للقضاء على داعش وجبهة النصرة والتنظيمات التابعة للقاعدة.

والأهم من هذا وذاك هو ما خلصت اليه القمة الثلاثية في بيانها بالتاكيد على حل النزاع السوري عبر العملية السياسية "سوريا ـ سوريا" ولايمكن لأي حل آخر ان يفض هذا النزاع الذي اندلع منذ عشر سنوات، اضافة الى تاكيدها على ضمان الهدوء في منطقة خفض التصعيد في ادلب تتويجا لحلها النهائي في مسار استانا الخيار الافضل والاقوى لانهاء الازمة السورية بعيداً (عن التدخلات الخارجية.)

وما كان لافت في البيان الختامي للقمة الثلاثية الافتراضية هو ادانة الرؤساء الثلاث لخطوة اميركا اللامسؤولة في الاعتراف بسيادة "اسرائيل" على الجولان السوري المحتل محذرين في نفس الوقت ان هذا الاعتراف "يشكل خطراً على الأمن والسلام الاقليميين" اضافة الى حرص القمة على المقدرات الصورية حيث وصفت سطو الادارة الاميركية على منشآت النفط السورية بانه "استيلاء غير مشروع" يجب ان تكف عنه.

فنظرة القمة الثلاثية الى حفظ السيادة السورية كان شاملا ومكتمل الجوانب ولم تسقط اي جانب منه لذلك لم تستثني تحركات الكيان الصهيوني التي أعتبرت "الأعتداءات العسكرية الاسرائيلية المتكررة على سورية انتهاك لسيادتها وتزيد من التوتر". وهذا أمر مرفوض ويتعارض مع القوانين الدولية.

وما خلصت اليه القمة الثلاثية الافتراضية بشأن سورية وبشكل اجمالي خطوة ايجابية بالاتجاه الصحيح وتسارع الخطى لحل ازمتها نهائيا في القضاء على آخر بؤرة ارهابية في أدلب وانقاذ أهلها واعادتها الى حضن الوطن السوري لتكتمل فرحة الشعب السوري بالقضاء على الارهاب ودفع شروره وقطع أيادي الجهات الدولية والاقليمية التي استثمرت في الارهاب لتأمين مصالحها اللاشرعية في السورية والمنطقة.