هل يطيح الاعتداء على الجيش مساعي قضية العسكريين؟
عمار نعمة
لعل ما بعد التطور الأمني الخطير في منطقة رأس بعلبك المتمثّل بالاعتداء على الجيش اللبناني من قبل المسلحين، ليس كما
قبله، بالنسبة الى قضية المخطوفين العسكريين التي يبدو انها ستعاني من مخاض طويل ومعقد، لا يمنع اهالي المخطوفين من الاحتفاظ بتفاؤلهم، خاصة
مع إعراب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن اهتمامه الشديد بمساعدة لبنان واللبنانيين في "محنة” العسكريين المخطوفين ورفع المعاناة عن أهاليهم.
كلام امير قطر جاء خلال رده على اتصال اجراه به رئيس الحكومة تمام سلام الذي تمنى عليه "تفعيل الوساطة القطرية
لمساعدة الحكومة اللبنانية على تحرير العسكريين المخطوفين ورفع المعاناة عن أهاليهم”.
وابلغ أمير قطر سلام بانه سيعطي تعليمات فورية للمولجين بهذا الملف
بمتابعته واجراء الاتصالات اللازمة.
من جهتهم، يتحدث أهالي العسكريين عن معطيات ايجابية دفعتهم الى وقف تحركهم.
وقال شقيق الجندي المخطوف ابراهيم مغيط، نظام، لـ”السفير”، ان اهالي المخطوفين يشعرون بالتفاؤل في الوقت
الحالي، معلنا ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم غادر الى سوريا وهم ينتظرون عودته. وقال ان الاهالي ارجأوا تحركهم امس الاول بعد تدخل
النائب وليد جنبلاط.
كما يشير الناطق باسم الاهالي حسين يوسف، لـ”السفير”، الى ان الاهالي يترقبون مسعى ابراهيم، محذرا من ان ارجاء تحرك
الاهالي لا يعني ان الامور لن تعاود التصعيد، حتى انها قد تصل الى ما لا تحمد عقباه في حال سدت الآذان امام الاهالي من قبل الدولة. ويلفت النظر الى ان
الاهالي يعولون على المسعى القطري ويتفاءلون بتراجع "جبهة النصرة” عن اعدام البزال.
وعلم ان الاهالي يتفاءلون بتوقيف احدى زوجات أمير "داعش” أبو بكر البغدادي، وما حكي عن توقيف زوجة مسؤول في "النصرة”،
وربط الامن العام مصير العقيد المنشق في "الجيش السوري الحر” عبد الله حسين الرفاعي الذي تم القاء القبض عليه، بمصير العسكريين المخطوفين.. بصفتها
عوامل تساعد في قضية المخطوفين.
وأكدت المديرية العامة للأمن العام أن الرفاعي لا يزال موقوفا لدى الأمن العام بعد إحالته إليه من قبل الجهات المختصة،
مشيرة إلى "أن مصيره مرتبط بمجرى المفاوضات الهادفة إلى إطلاق العسكريين المخطوفين”.
وأعلنت المديرية في بيان لها ، أن الأمين العام لا علاقة له بعملية
المقايضة التي جرت بين "حزب الله” و”الجيش السوري الحر”.
من جهته، شدد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”المركزية”، على "ضرورة عدم التسرّع في هذا الملف والحفاظ على الرصانة
والهدوء، "وطبعا هناك أوراق قوة تملكها الدولة”. واكد ان "هذه القضية لا يمكن ان تكون ضمن جوقة زجل.. مع احترامنا لفنّ الزجل”.
الى ذلك، كان لافتا للنظر الموقف الذي اطلقه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، لدى استقباله رئيس "حركة الإصلاح
والوحدة” الشيخ ماهر عبد الرزاق ورئيس "حركة قولنا والعمل” الشيخ أحمد القطان، عبر دعوته "الحكومة إلى عدم التراخي في مواقفها واتخاذ الخيار
الفعلي والعملي الذي يخرج قضية المخطوفين من دائرة المساومات والبازارات السياسية والطائفية، ويضعها في الاتجاه الصحيح والحاسم الذي يؤدي إلى الإفراج
عن العسكريين ويؤمن عودتهم سالمين”، مطالبا "بتطبيق مبدأ التعامل بالمثل إذا أقدم الإرهابيون على إعدام أي مخطوف”.
وأشار إلى أن "الحكومتين التركية والقطرية قادرتان على لعب دور فاعل في هذه
القضية”.
في الوقت ذاته بعلاقات وطيدة مع النظام الليبي السابق. ويرى البعض بأن السودان غير مؤهل للوساطة لحل الخلافات، فهو بلد غارق في المشاكل إلى حد النخاع ومهدد بالإنقسام إلى أربع دول إذا انفصلت دارفور والأقاليم الشرقية لتسير على خطى الجنوب. فهل ينجح السودان فيما فشل فيه جيران ليبيا الآخرون؟