عين ايران الفضائية تراقب اعداءها على الارض
د.علي الطويل
في مفاجئة كبرى اذهلت العالم اطلقت ايران مؤخراً قمرها الاصطناعي ؛ نور؛ للاغراض العسكرية ، وتاتي قيمة هذه المفاجئة من ناحيتين الاولى توقيت هذا العمل الكبير والثاني ميزات وخصائص هذا القمر ففي الحالتين صدعت ايران رؤوس اعدائها وجعتلهم في زاوية حرجة لايعلمون مايفعلون ازاءه ، خاصة وان التقارير الامريكية قد اشارت الى ان التجربة ناجحة وان القمر استقر في مداره وقد مر فوق اسرائيل والولايات المتحدة ، فمن الناحية الاولى فان توقيت هذا الاطلاق جاء في وقت كان العالم مشغولاً بمكافحة فايروس كورونا وتراجع اسعار النفط وانهيار وشيك لاقتصاديات اغلب الدول الكبرى بسبب ذلك ، ولكن ايران تؤكد اقتدارها رغم ما اصابها من ضرر جراء تفشي مرض الكورونا وجراء الحصار القاسي الذي تفرضه امريكا عليها ، مما يولد قناعة ان الايرانيين قد اداروا هذه الازمات وحولوها الى فرصة للاقتدار التقني ، اما الناحية الاخرى فان ميزات هذا القمر تؤكد مدى تطور وكفائة العلماء الايرانيين ، فرغم قلة الموارد والحصار على الاستيراد الا انهم تمكنوا من تحقيق قفزة تقنية عالية المستوى وضعتهم في مصاف الدول الكبرى وتمكنوا من تحقيق اهدافهم الاستراتيجية التي سوف تجعلهم يحصنون بلدهم في اقسى الظروف .
فما هي ميزات وامكانيات هذا القمر ؟
فامكانيات الصاروخ نور الذي اطلق الى الفضاء اليوم هي :
1- إنتاج خرائط دقيقة ومناسبة للاستخدام في توجيهات صواريخ كروز الباليستية
2- تحديد موقع نقطة العدو الرئيسية والمحمية على الإنترنت .
3- استخدام الرادار النجمي واكتشاف الأماكن تحت الأرض أو المخفية .
4- الحصول على تقرير دقيق عن خسائر العدو بعد كل هجوم جوي أو صاروخي.
هذه الميزات الكبيرة والابعاد الاستراتيجية للقمر ؛؛ نور ؛ سوف تجعل اعداء الجمهورية الاسلامية يفكرون الف مرة قبل الدخول في حرب معها او البدء بهذه الحرب ، خاصة وانهم جربوا دقة الصواريخ الايرانية عند استهدافها لقاعدة عين الاسد وتعززت اليوم بوجود الخرائط الجوية للاهداف البعيدة مما جعل امريكا ومحورها يومهم اسودا بعد تلقي خبر الاطلاق المفاجئ لهذا القمر .
لقد كانت للخطوات الجبارة في انتاج وسائل الحرب الدفاعية اثرها الكبير في منع العدو من ارتكاب حماقات ضد الجمهورية الاسلامية وسوف تزداد قوة ومنعة الجمهورية الاسلامية في ظل هذه التطورات ، وقد تابع العالم ردات الفعل الامريكية والاسرائيلية تجاه هذه الخطوة فقد كانت معبرة عن العجز في مواجهة هكذا تطور كبير ، فالمسؤولون الامريكيون كان مجمل كلامهم انهم سيبحثون هذا الامر في مجلس الامن الدولي وهي خطوات العاجز اذ انهم يعلمون جيدا ان الاجراء الايراني لايتقاطع مع القوانين الدولية ولا قرارات مجلس الامن ولكنهم يريدون حفظ ماء وجوههم بعدما زعموا سابقا بان ايران على وشك الانهيار بسبب الحصار ولكننا لانشك لحظة واحدة وقلناها في مقال سابق ان الجمهورية الاسلامية سوف لن تقف عند حد في المضي ببرامجها التقنية الاستراتيجية وانها ستفاجئهم بانجازات اخرى ومن نوع اخر وقد ارسلت عينها لتراقبهم من الفضاء ولتكون شاهدا على عصر التكنلوجيا الايرانية المتطورة الذي وضعها في صف الكبار لتحمي مصالحها اولا وتردع اعدائها ثانيا ونحن بانتظار مفاجئات اخرى بالايام القادمة.