kayhan.ir

رمز الخبر: 111632
تأريخ النشر : 2020April28 - 20:40

رسائل القمر الصناعي الايراني "نور1" وصلت الى الغرب

إيهاب شوقي

وسط عقوبات ظالمة لم ترفعها أزمة تفشي وباء كورونا، فاجأت ايران العالم بانجاز ضخم، يتمثل في نجاح اطلاق قمر صناعي ووضعه في مداره. القمر الصناعي اتخذ اسم "نور 1"، ولهذا الاسم المقترن بالترقيم رسالة مبدئية، وهي أن في الطريق "نور 2" وقوس الترقيم مفتوح لمزيد من الاقمار.

ويؤكد ذلك ما قاله قائد الوحدة الفضائية في القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري علي جعفر آبادي، حيث صرح بأن "قمر "نور 2" على الطريق وخطوتنا التالية إيصاله إلى مداره حول الأرض"، مشيرًا الى أنه يخطط أيضا لإطلاق أقمار صناعية بحجم أكبر من "نور".

القمر الصناعي نور يدور 16 مرة يوميًا حول الكرة الأرضية على بعد 430 كم عن سطح الأرض، وتقول المعلومات إن مستشعراته تبدأ عملها في غضون عشرة أيام من الاطلاق.

لكن قبل استقبال رسائله من الفضاء، كانت هناك رسائل فورية سياسية وعسكرية، أرسلها القمر، وأرسلتها ايران الى العالم ولا سيما الى الغرب، ويمكن رصد أهمها فيما يلي:

1- تمكنت الجمهورية الاسلامية من توسيع جغرافية الحضور والتأثير الإيراني واختراق مجال الفضاء، وقد لخّصت وكالة "مهر" الايرانية النقطة المهمة في إطلاق قمر نور إلى الفضاء، عندما قالت انها تتمثل في أن مصادر الاستخبارات والأمن في الغرب والولايات المتحدة لم تكن أساسا على علم بكل عمليات الإطلاق لهذا القمر، وقد فوجئت بطريقة ما بهذا النبأ.

وتقول المعلومات إن الولايات المتحدة لديها قدرات واسعة لتتبع الفضاء، وتشمل هذه القدرات، الرادارات المتطورة، ونظام "سياج الفضاء" المصمم لتوفير الوعي بالأوضاع الفضائية، وأنظمة المراقبة الكهربائية الضوئية، بالإضافة إلى أن لدى أميركا اتفاقيات حول تتبع الفضاء مع أستراليا واليابان وإيطاليا وكندا وفرنسا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، ولديها أيضًا اتفاقيات مع وكالة الفضاء الأوروبية ومنظمة الأقمار الصناعية الجوية الأوروبية يوميتسات.

وهو ما يعني مفاجأة استراتيجية ضخمة لم تستطع كل قدرات الرصد التنبؤ بها، وهي مفاجأة يعلم مداها جيدا الغرب، بصرف النظر عن محاولات التهوين التي مارستها وسائل اعلام غربية وخليجية.

2- رصد الغرب انه، لم يتم الإطلاق الإيراني في موقع إطلاق ثابت، وبدلاً من ذلك، أخذ الحرس الثوري الصاروخ وجميع الإمدادات والمعدات الداعمة إلى الصحراء الوسطى الإيرانية في قاعدة الحرس غير المعروفة بالقرب من شاهرود على بعد 330 كم شمال شرق طهران، وقالت التقارير الغربية انه من غير المعروف ما إذا كانت الولايات المتحدة، التي لديها تغطية واسعة بالأشعة تحت الحمراء لإيران، قامت بتعقب حركة الصاروخ والمعدات إلى القاعدة بالقرب من شاهرود أم لا.

3- الصاروخ المستخدم في الاطلاق يجمع بين مكونات الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل والوقود الصلب، وتقديرات الغرب تقول انه قد تكون المرحلتان الأولى والثانية من الصاروخ تعمل بالوقود السائل والمرحلة الثالثة تعمل بالوقود الصلب، وهي تقنية متطورة تسمح لايران بمزيد من الاطلاقات الناجحة.

4- تزامن الاطلاق مع ازمة تفشي الوباء وتداعياتها، واستمرار العقوبات، هو رسالة صمود صارخة تحبط امال أميركا بانهيار الجمهورية الاسلامية، بل توصل رسالة عكسية مفادها أن الضغط يزيد الصلابة بدلا من اضعافها.

شكلت عملية الوصول للفضاء بقمر عسكري معادلة جديدة، وهي انضمام ايران للقوى الكبرى، وقد عبر العميد أمير علي حاجي زاده، قائد قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن ذلك بالقول: "الوصول إلى الفضاء واستخدامه اليوم ليس خيارًا ولكنه ضرورة لا مفر منها ويجب علينا أيضًا أن نجد مكاننا في الفضاء".

ولعله أوضح بشكل أكثر صراحة عندما قال في إشارة إلى الجوانب التكنولوجية للقمر الصناعي "فقط القوى العظمى هي التي تملك هذه القدرة والبعض الآخر هم فقط مستهلكون لهذه التكنولوجيا".

اكتفت أميركا بالانكار في أول الامر، ثم الاعتراف، وبدت مؤشرات الارتباك واضحة على ترامب الذي هدد القوارب الإيرانية بأنه سيتم استهدافها إذا اقتربت من السفن الأميركية! هذا التهديد الذي ينفصل عن واقع جديد فرضه نجاح اطلاق القمر الصناعي نور، لم ينجح الا في رفع مؤقت لسعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو المؤشر الرئيسي في الولايات المتحدة، بأكثر من 30٪ يوم اطلاق الصاروخ، بعد انخفاضه إلى أدنى مستوياته التاريخية!

وكالعادة صدرت إدانات الدمى الأميركية متمثلة في تصريحات فرنسية تتناغم مع تصريحات ترامب وبومبيو بانتهاك قرارات مجلس الأمن. ومع ذلك تعمل ايران حتى اللحظة تحت مظلة الشرعية الدولية وبشكل دفاعي، رغم وصول الرسائل واضحة بأنها إذا أرادت أن تفعل ما يخشاه الغرب من تطوير للصواريخ عبر تقنيات الاطلاق الناجح، فإنها تستطيع وباتت تمتلك هذه القدرة.