لابد من لجم العدوان وبقوة
الاعتداء الصهيوني الغاشم الذي نفذته طائراته فجر امس من الاجواء اللبنانية ضد محيط دمشق وان لم يكن الاول من نوعه فطيلة ثماني سنوات من الحرب الكونية الارهابية ضد سوريا لكنه يأتي في سياق اعتداءاته المتكررة ضد سوريا والتي تارة ما تلجم بقوة اكبر كما حدث في ضرب تاسيسات العدو الاستراتيجية للاتصالات في الجولان المحتل.
ولولا الدعم الاميركي لسياسات هذا الكيان العدواني وتشجيع بعض الانظمة العربية المنبطحة بهدف تسريع وتيرة التطبيع لما تجرأ العدو بالقيام بها لانه يدرك جيدا ان حجم القوة الصاروخية السورية ومخزونها الاستراتيجي في هذا المجال كاف لاسكاته وردعه. دمشق الخبيرة بوضعها وشؤونها لم تفرط في هذه المرحلة من تاريخها الحساس والدقيق باولوياتها لمواجهة معركتها الاساسية ضد الارهاب حيث طهرت معظم اراضيها من هذا الارهاب البغيض وبقيت ادلب التي تقترب من التحرير وتنفيذ اعتداء الامس يؤكد ان هؤلاء الارهابيين في ورطة قاتلة ولابد من اشغال دمشق ليتنفسوا الصعداء لكن ليعلم العدو ان هذه اللعبة لا تنطلي على دمشق التي تعي الحقائق ولن تنحرف عن مسارها.
والامر الآخر ان الكيان الصهيوني نفسه يعيش اوضاعا مأساوية ولا يريد فتح معركة واسعة مع دمشق انه لا يتحمل اعباءها لمعرفته بنتائجها المسبقة. فسوريا التي تعتبر اليوم قلب محور المقاومة لن تترك وحيدة في هذه المعركة فكل المحور الى جانبها للجم العدو واسكاته نهائيا. واذا ما اقتضت الضرورة أو حانت ساعة الصفر فانها ستلجم بقوة لا يستطيع العدو الوقوف بعدها على قدميه.
ومن البديهي ان العدو الصهيوني لا يخاطر بنفسه في هذه المرحلة بل يحسب لها الف حساب لذلك نراه ما يقوم به من اعتداءات ضد سوريا بين الفينة والاخرى تكون على الاكثر للاستهلاك الاعلامي عبر ضربها لبعض المواقع المحددة التي لا تاثير لها على الواقع الميداني، او ان تدخلا تغيرا في موازين القوى او المعادلات الحالية. وكل ما يفعله هذا الكيان هو ان يؤجج اوضاع المنطقة لتبقى الازمة فيها مفتوحة للتصيد بالماء العكر، لكن حماقته تمنعه من ان يرى الحقائق كما هي على الارض فقد ولى ذلك الزمن الغابر الذي كان فيه العدو يعربد وينفذ اعتداءاته كيف ومتى ما يشاء.
ان محور المقاومة اليوم يقف بكل ثقله وامكاناته الى جانب سوريا وليس باستطاعة العدو الاسرائيلي او حماته من الغربيين خاصة الاميركيين ان يجازفوا بوجودهم في هذا البلد الذي اخذ يبتلعهم وما تجري اليوم من عمليات للمقاومة الشعبية في مناطق دير الزور والتي ادت مؤخرا الى قتل ضابط اميركي واختطاف عسكريين آخرين لم يعرف مصيرهما لحد الان، تؤكد بما لا يقبل الشك انه لا مكان للمحتل في سوريا وعليه مغادرة سوريا عموديا قبل ان ينقل افقيا.