kayhan.ir

رمز الخبر: 111498
تأريخ النشر : 2020April26 - 19:17

القمر نور.. دروس و مؤشرات

الهاشمي

القمر- نور الذي أطلقته الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مدارات الكرة الأرضية ليؤدّي وظائفه العسكرية والاستطلاعية والمعلوماتية وهو يمرّ فوق بلدان اُوروبا التي ينهار اقتصادها، وتتفكك منظومتها، ويتعامد على أرض فلسطين، ويطوف على مفاعلات ديمونة ، هذا القمر هو وحده يصحّ عليه مقولة: « إنّ ما قبله ليس ما بعده، وهنا في هذه المناسبة عدد من الدروس:

أوّلاً: القمر الصناعي « نور » وضع الخطّ الثوري عموماً وإيران في قلب الحدث العالمي ، وجعل المسلمين في مركز القرار، وأسمعوا صوتهم من اليوم إلى العالم بأسره شرقا وغرباً، والقوّي منهم والضعيف بأنّ الأمّة الإسلامية قد تحوّلت من الثورة إلى الدولة، وهي تتجه إلى تأسيس الحضارة، وأنّ عالم الهزيمة والخوف قد ولّى وإلى الأبد؛ فإنّ عالم الأقوياء لا يسمع إلّا الصوت القوّي.

ثانياً: إنّ الخليج الفارسي الذي يمتلك 40% من نفط وثروات العالم قد وصلته الرسالة واضحةً بأنّ إيران قد حوّلت نفطها وقدراتها الاقتصادية إلى مشاريع صناعية، ونقلت إيران من دولة تنتمي إلى خريطة العالم الثالث إلى أحد الدول العملاقة بإسلامها، وصدق قرارها، وتحرر اقتصادها، وخروجها من أيّ تبعية، فأموال الخليج الفارسي تسلّم إلى بني صهيون من قبل الحكّام العرب فهم { يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ، وأموال الخطّ التحرري الإسلامي يرسم حدود الأرض والسماء بعزّة وكرامة، ويوسع مساحة الإسلام والمسلمين .

ثالثاً: أثبتت إيران من خلال الصاروخ (نور) أنّها على مستوى الخليج الفارسي باعدت الشقّة بينها وبين الأنظمة الخليجية التي انفقت الترليونات لأجل التسليح وفق مبدأ « التوازن العسكري» ، وليس بينها وبين إسرائيل فقط ؛ فإنّ ّإيران اليوم لا يمكن لكلّ أنظمة الخليج الفارسي مهما دسّت أنفها في تراب الذلّ، ولامست جباه الحكام العرب أحذية بني صهيون لتوفير التوازن الأمني مع إيران ليعلوا َجودهم إيران أو يوازيه إلّا أنّه بعد هذا القمر حسُمت المعركة لصالح القوى الاسلامية الثورية التحررية، ولا يمكن لأنظمة الخليج الفارسي ولو اشترت كلّ أسلحة الغرب أن يرتفع هامها إلى أسفل كعب المقاومة بالقوّة والسلاح والاستعداد.

رابعاً: إنّ إسرائيل التي كانت تراهن في وجودها على نظرية التفوّق الجوّي والتطوّر النووي والفضائي فهي اليوم وأكثر من أيّ وقتٍ مضي أدركت أنّها أمام خصمٍ عنيدٍ وعتيدٍ وعالمٍ ومقاومٍ بتقنيات عالية، وفي احلك الظروف ينهض لتلامس هامته السماء، وترسو أقماره في مدارات الفضاء التي كانت حكراً على اليهود والنصارى.

خامساً: القمر (نور) لكلّ المسلمين والمقاومين إلّا أنه يقول لهم، ويقول صانعُه: إنّ المقاومة عِلْمٌ وتطوّر وتنميةٌ وصبرٌ وجهادٌ وعقلٌ مدبّرٌ ومختبراتٌ وتجاربُ علميةٌ وتقنياتٌ وجامعاتٌ.

ويقول (نور) للمسلمين: إنّ عمامة آل محمّد ، والحوزة العلميّة ، ومرجعية السيّد الخامنئي رسمت أصدق وأنجح التجارب، فكم فرقٍ بين مدرسة آل البيت (ع) ومدرسة الوهابية والسلفية علماء السلطان، عمامة لا تعرف إلّا الهوان والعمالة لإسرائيل واذلال المسلمين .

نعم إنها إيران الثورة والدولة والحضارة في الأرض وفي السماء .

يصح القول بعد ( نور) قد تغيّر التوازن الأمني والعسكري في الخليج الفارسي والمحيط الإقليمي، والدولي . وبعده أدركت أميركا أنّ إيران لا تقهر، وأنّ تجربتها في تقدّمٍ، ولا تتوقّف في أشدّ الظروف، وأنّها سترسم خريطة العالم والمنطقة.

سوف تضطر أميركا للعودة الى الاتفاق النووي ويدرك الخليج الفارسي انه امام قوة عليه ان يعرف حجمها وحجمه.