kayhan.ir

رمز الخبر: 111403
تأريخ النشر : 2020April24 - 20:29
في ذكراها الأربعين..

معجزة صحراء "طبس".. تجسيد الإذلال التاريخي العريض لأميركا


طهران - كيهان العربي:- اعادتنا ليلة الرابع والعشرين من ابريل/ نيسان الجاري مساء الخميس الماضي الى الوراء حيث ذكرى حادث "طبس" التاريخي، حدث تفصيلي عن الإذلال التاريخي العريض لهيمنة أميركا، كانت هذه الحادثة بمثابة معجزة أظهرت أن العنصر الروحي وإرادة الله سبحانه تعالى أكثر تاثيرا من كل العناصر المادية والعسكرية في تحديد الجانب المنتصر.

فقد بزغ هذا الحدث في وقت كانت الثورة الإيرانية في عنفوان ظهورها وفي بداية خضم مسارها التاريخي، لن ينسى الأمريكيون هذه الهزيمة النكراء في صحراء مدينة طبس التابعة لمحافظة خراسان الجنوبية، إذ كانت عاصفة رملية وحدها كفيلة بالقضاء على جميع الترسانة العسكرية والمعدات والبيانات الاستخباراتية الأمريكية.

وكتبت وكالة "مهر" للأنباء:- ليلة 24 من ابريل 1980 «الساعة 11 مساء» حلقت اربع مروحيات اميركية من نوع سيكيورسكي من حاملة الطائرات «نيميتز» وبعدها حلقت ست طائرات اميركية «سي 130» من عمان ودخلت الاجواء الايرانية. هذه الطائرات دخلت من طرف الحدود الجنوبية، احدى النقاط الحدودية شاهدت هذه الطائرات وبعثت تقريرا بذلك، ولكن حتى الان لم يتم معرفة السبب وراء عدم الاهتمام بهذا التقرير.

ولابد من الاشارة هنا الى ان الجيش الايراني كان على اهبة الاستعداد وقت الهجوم المذكور. ثم انطلقت الطائرات العملاقة التي كانت مستقرة في مصر وعمان وقطعت مسافة اكثر من «۱۰۰۰» كيلومتر ودخلت الاجواء الايرانية دون أي مانع وهبطت في مطار مهجور بالغرب من رباط خان في صحراء طبس وسط ايران من اجل التزود بالوقود والتنسيق للعمليات، هذا المطار تم تشييده منذ الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الحلفاء. كان الاميركيون مزودين بكافة الاجهزة، وكان وقت الهبوط عند منتصف الليل. وفي هذة الاثناء مرت احدى حافلات الركاب بالقرب من المكان وخشي الاميركان كشف امرهم، لذلك قاموا باحتجاز كافة الركاب واخذهم كرهائن وعندما حاول هؤلاء الاقلاع بالطائرة، استنادا لاقوال شهود العيان «ركاب الحافلة المذكورة»، احترقت طائرتين وحدث انفجار هائل اثر ذلك، كما وقعت حوادث اخرى للمروحيات الاميركية. ادى ذلك الى اصدار امر من قيادة الاركان في جيش الولايات المتحدة بوقف العمليات. تعرض عدد من المروحيات الى عواصف رملية بحيث لم تتمكن من التحليق، وقد قتل 9 او اكثر من الذين كانوا ركاب الطائرتين اللتين انفجرتا. وعند الساعة الرابعة و 30 دقيقة فجرا، غادر المهاجمون الاراضي الايرانية، وتركوا ركاب الحافلة خلفهم.

مرور أكثر من ربع قرن على فشل عملية «مخلب النسر» في صحراء طبس الإيرانية والفشل الأمريكي الذريع لتحرير رهائن السفارة معجزة تصادم وتحطم الطائرات الإيرانية في صحراء طبس الإيرانية.

وتحيي ايران ذكرى الهزيمة العسكرية الأميركية في الهجوم على مدينة طبس وسط ايران بهدف إنقاذ المحتجزين في السفارة الأميركية في طهران أوائل انتصار الثورة الإسلامية، وهي الحادثة التي تشكل فضيحة عسكرية وسياسية للولايات المتحدة.

وتحل هذه الأيام ذكرى مرور أربعة عقود على الإنزال الأمريكي الفاشل لتحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في وكر الجاسوسية في مقر السفارة الأمريكية في طهران، وتحطم طائرات عسكرية اميركية في صحراء طبس التي تحولت مقبرة للغزاة.

وفي ليلة الرابع والعشرين من ابريل/نسيان عام 1980، انهارت العملية الأميركية السرية في إيران، وانغرز "مخلب النسر" وهو اسم العملية السرية في صدر الاميركيين وتحول الفشل إلى وصمة عار على جبين الادارة الاميركية وقواتها المسلحة التي كانت تسعى إلى تجاوز الهزيمة المدوية لها في فيتنام قبل سنوات خمس.

وقد قتل ثمانية جنود أميركيين في العملية الفاشلة عندما اصطدمت مروحية من طراز «آر إتش – 53» تابعة لمشاة البحرية وطائرة حربية من طراز «إي سي – 130» تابعة لسلاح الجو ألامريكي إثر عاصفة رملية مفاجئة مما أدى الى فرار الجنود الأمريكيين تاركين خلفهم معداتهم وعدداً من مروحياتهم العسكرية.

وكانت العواصف الرملية التي هبت لدى هبوط الطائرات الاميركية بمثابة طير الأبابيل التي سخّرها الله سبحانه وتعالى للهجوم على جيش أبرهة في عام الفيل عندما أراد هدم الكعبة بجيشه الجرار وفيله الضخمة التي كانت في مقدمة جيشه.

وقد قال الإمام الخميني الراحل عن هذا الحادث:" هل سوى يد غيبية تعمل؟! ألا ينتبهون من سباتهم أولئك الذين لا يهتمون بالمعنويات؟ ألا يؤمنون بهذا الغيب؟ هلا ينتبهون من الذي أسقط مروحيات كارتر التي أرادت المجيء إلى إيران؟! نحن أسقطناها؟! الرمال أسقطتها... أن الرمال جنود اللَّه. إن الرياح جنود اللَّه". إن الريح أبادت قوم عاد.

وبعد مضي اربعة عقود عن الواقعة، تحيى الجمهورية الاسلامية في ايران هذه الذكرى بمراسم تحت عنوان "هزيمة الهيمنة الأمريكية" في صحراء طبس ويشارك فيها حشد من المسئولين الايرانيين والملحقين العسكريين للسفارات الأجنبية المعتمدين في ايران وممثلي وسائل الاعلام المحلية والأجنبية وكذلك مختلف شرائح الشعب.

ويزور المشاركون في المراسم بما في ذلك الملحقين العسكريين لسفارات عدد من الدول منطقة وقوع الحادث و ما تبقى من الطائرات والمروحيات والمعدات الأمريكية ، ويشبه المراقبون للشان السياسي طبس بمثلث برمودا بالنسبة للأمريكيين الذين تلقوا هزيمتين في هذه المنطقة عامي 1980 و2011 و2020 الذي مر بين هذه الأحداث أكثر من اربعة عقود ... ولكن النتائج كانت كارثية بالنسبة لإدارتي كارتر وأوباما وترامب.