فصيل عربي موال لأميركا ومستقل عن "قسد" شرق الفرات.. ماذا تريد واشنطن؟
محمد عيد
أثار إقدام واشنطن على تشكيل فصيل عسكري مرتبط بها في مناطق شرق الفرات بشكل مستقل عن "قسد" التساؤلات حول الغاية الأميركية من الخطوة في ظل الشكوك المتبادلة حول النوايا الأميركية تجاه الميليشيا الكردية من جانب وقدرة هذه الأخيرة على تنفيذ المشاريع الأميركية في هذه المنطقة من جانب آخر، ليكون القوام العربي الصرف لهذا الفصيل مؤشرًا على غايات أميركية قد لا تقدر قسد أو لا ترغب في النهوض بها.
خارج صلاحيات قسد
أخذت المساعي الأميركية لتعزيز الحضور العسكري في مناطق شرق الفرات بعدًا جديدًا بإقدامها على فتح باب التجنيد للشباب العرب المحليين في منطقة الشدادي جنوب الحسكة بهدف تشكيل فصائل محلية تأتمر بأوامر القوات الأميركية وبشكل مستقل عن ميليشيا "قسد" التي تعتمد عليها واشنطن بشكل شبه مطلق في هذه المنطقة.
مصادر محلية في المنطقة أكدت لموقع "العهد" الإخباري أن القوات الأميركية وعدت بدفع مبلغ 350 دولارًا أميركيًا لكل فرد من المجندين الجدد الذين سينخرطون في هذا التشكيل والذين سيخضعون بدورهم لدورة تدريبية في قاعدة الشدادي التابعة للقوات الأميركية جنوب الحسكة تمتد لمدة شهرين ونصف.
المصادر المحلية أكدت أن الفصيل الجديد الذي ستقوده قوات الاحتلال الأميركي في شمال شرق سوريا والذي سيقتصر على الشبان العرب سيتشكل بشكل أولي من ثلاث مجموعات ستخضع لحالة من تكثيف التدريبات بغية الوصول إلى حالة قصوى من سرعة التأهيل عززها قيام القوات الأميركية وبشكل شبه يومي بنقل معدات عسكرية ولوجستية لقاعدة الشدادي فضلًا عن قيامها خلال الأسبوع الفائت باستقدام خمسين مقاتلا من قاعدة التنف للشدادي من أجل المشاركة في تدريب التشكيل العسكري الجديد.
مصادر إعلامية معارضة أكدت أن عدد المنتسبين للقوات الجديدة بلغ حتى الآن 800 عنصر مقسمة على ثلاث مجموعات بمعدل 50 عنصرًا على كل مجموعة كحد أدنى براتب يبدو مغريًا للشبان الذين يعانون من البطالة وقلة فرص العمل.
هذه خلفيات الخطوة
الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد عباس أكد لموقع "العهد" الإخباري أن المعلومات الأولية تشير إلى أن هذه القوات ستنتشر في حقل العمر النفطي الخاضع لسيطرة القوات الأميركية شرقي دير الزور وخط نهر الفرات في الريف ذاته إزاء المواقع التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة المتواجدين على الضفة الأخرى للنهر بغية جعل هؤلاء دروعًا بشرية بوجه جيشهم الوطني ولحماية المناطق التي تنتشر عليها قوات ما يسمى بالتحالف الدولي المتواجدة بشكل غير شرعي فضلًا عن قيامها بالانتشار حول حقول النفط في الحسكة والقامشلي.
عباس رأى أن الخطوة الأميركية تنطوي على عدة اعتبارات أهمها اهتزاز الثقة وبشكل متبادل بين واشنطن وقسد العاجزة وفق الرؤية الأميركية عن حماية المنشآت النفطية التي يبيع الأميركيون نفطها المسروق لحسابهم الخاص فيما تبدو مبادرتهم لتشكيل فصيل عربي صرف لم يجدوا له اسما حتى الآن وهو تابع لأميركا مناسبة "لابتزاز قسد" سياسيًا حين تقتضي الضرورة ذلك.
الخبير العسكري والإستراتيجي أكد أنه وبالرغم من ذلك تبدو الغاية القريبة من وراء هذا التشكيل جعله رديفًا لعمل قسد المنقلبة على مصلحتها الوطنية وحتى الذاتية ولكن بمهام محددة فيما يحمل اقتصاره على العنصر العربي سعي واشنطن للاستثمار في الحساسيات بين الطرفين التي حركتها هذه الأخيرة وفقًا لمقتضيات مصلحتها.