اميركا نمر من ورق
ماجد الشويلي
قول الخميني العظيم ومنهج الخامنئي القويم
ماذا تعني هذه الكلمة; وهل جاءت على نحو المجاز ام الحقيقة ؟!
يبدو ان الامام الخميني (رض) الذي كان يعبر عن تنبوئه بسقوط الاتحاد السيوفيتي بقوله ((انني اسمع اطيط سقوط الاتحاد السيوفيتي باذني)) كان محقا ولم يكن مجرد استشراف قد يخطئ وقد يصيب لانه اعتمد استقراء السنن الكونية والعلل الغائية التامة التي تفرز نتائج حتمية في قرائته لمستقبل الاتحاد السيوفيتي آنذاك.
وبذات اليقين واعتمادا على تلك الاسس كان يرى بان اميركا ((نمر من ورق)) ولو اردنا ان نسبر غور هذه الكلمة ونعرف مغازيها ومداليلها الواقعية وحاولنا استكشاف ماهو قوام هذه الدولة العملاقة وعلى اي شئ تستند ،لاتضح لنا بصورة جلية ان تغول هذه الدولة قائم على اساس عملتها ونظامها المصرفي الذي يتحكم بالبترول ومن خلاله باقتصاديات العالم وصولا للهيمنة الثقافية مرورا بالهيمنة العسكرية.
لكن ماهي حقيقة الدولار وماهي قيمته ؟
من الواضح ان الدولار الاميركي لايعدو كونه ورقا صنع بطريقة خاصة ليس له قيمة حقيقية .لامن حيث معادلته للذهب ولا من حيث معادلته للبترول !!
وقد يكون هذا الكلام غريبا بعض الشئ خاصة فيما يتعلق بالبترول اذ ان العالم باسره يعلم ان البترول لايباع ولايشترى الا بالعملة الاميركية وهي الدولار .
قلنا ان هذا الدولار لايعادله شئ من الذهب الان وهذا الامر تعترف به الولايات المتحدة نفسها مذ اقدمت على تحويل رصيد عملتها من الذهب للبترول بتنسيق وتحالف واندماج قوي مع المملكة السعودية، وهيمنتها على منظمة اوبك وتحكمها بعد ذلك في تحديد سعر البرميل .لكن كيف انه ليس له رصيد من البترول ايضا ؟!
الجواب معروف ايضا وهو ان الولايات المتحدة تعد من اكبر المستوردين للنفط والمستهلكين له فهي لازالت تستورد 40% من حاجتها للنفط وتعتمد عليه اعتمادا شبه كلي وتحديدا نفط الخليج الفارسي لاسباب عدة منها فنية تتعلق بطبيعة تصميم مصافيها ومصانعها الانتاجية الكبرى واسباب اخرى سياسية ، وهذا يعني انها فعلا لاتمتلك البترول وانما تسيطر عليه وهذه السيطرة عرضة للتراجع والانحسار تتعلق بقدرتها العسكرية والسياسية ونفوذها في الشرق الاوسط من جهة ومن جهة اخرى ان هذا النفط له عمر محدد بل واحيانا يتم استكشافه بكميات كبيرة في مناطق اخرى غير خاضعة للنفوذ الاميركي.
اضف الى ذلك ان الغاز قد يحل قريبا مكان النفط ومن المعلوم ان روسيا تتربع على عرش الغاز في العالم .
ولايجب علينا ان ننسى بان مدخرات الذهب الاميركي تعود لاسرة روتشيلد اليهودية وشركات النفط العملاقة لعائلة روكفلر وبشكل عام فان الاحتياطي النقدي الفيدرالي الاميركي ليس حكوميا وانما تتحكم به هذه الاسر وغيرها !!
فماذا يعني ذلك ؟
يقينا ان ذلك يعني بان الولايات المتحدة كدولة قائمة على سراب ((يحسبه الضمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه))39 النور.
كيف الحال اذا والصين قد عقدت العزم على ايجاد نظام نقدي جديد بالتنسيق مع دول منظمة شنغهاي وبدات بالفعل بطرح عقود الآجل بعملتها اليوان وهذا الامر قد تكون له تداعيات كبيرة تفضي في النهاية لقطع الصلة مستقبلا بين الدولار والنفط وعندها ستتحرر السوق العالمية وتتحرر معها اقتصاديات البلدان التي عانت من هذه الهيمنة المقيتة وبالطبع فان الصين لها شركاؤها في هذا التوجه ولهم امكانياتهم الاقتصادية والسياسية الكبيرة كايران وروسيا وفنزولا بل لعل منظمة البريكس تمثل العقل السياسي لهذا التوجه الجديد.
الخلاصة ان من ينظر لاميركا بعمق يكتشف انها حقيقة ((نمر من ورق)) ،نعم هي امبراطورية عظمى قائمة على الورق واي ورق، ورق لاقيمة له سوى انه اكتسب هيبته من سطوة وجبروت قدرتها العسكرية في اغلب الاحيان .