السعودية لا تزال تلعب بورقة الهدنة.. فما هو مصير المفاوضات في اليمن؟
سراء الشهاري
التصعيد العسكري لدول التحالف المترافق مع الهدنة التي زعمتها السعودية ليس مستغربًا، وقد بات المواطن اليمني يُدرك أنَّ هدنة العدوان الأميركي - السعودي تعني اعطاء الفرصة لترتيب الأوراق والتحضير لتصعيدٍ عسكري جديد.
فمنذ اعلان السعودية مبادرتها لوقف اطلاق النار من طرف واحد لمدة أسبوعين في 8 من ابريل الجاري، زادت وتيرة العمليات العسكرية لقوات التحالف.
لا يكاد يمر يوم من أيام الهدنة بدون غارات لطيران العدوان. فقد قصفت طائراته عددًا من المحافظات اليمنية منها مأرب والجوف والعاصمة صنعاء التي طالتها ثماني غارات يوم الخميس المنصرم. وأما الزحوفات البرية فقد تضاعفت أيضًا، حيث إن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع يُصرّح وبشكل يومي عن تصدي القوات المسلحة اليمنية لما لا يقل عن أربعة زحوفات في جبهات مختلفة.
ورغم الزخم الاعلامي الذي رافق هدنة السعودية، ومباركة مجلس الأمن والأمم المتحدة وبيانات التأييد من دول عدة، إلا أن أحدًا منهم لم يُحرك ساكنًا أمام حقيقة التصعيد العسكري على أرض الواقع. أو يُشير مجرد الإشارة إلى مبادرة قيادة الجمهورية اليمنية والوفد الوطني التي طرحت معالجات حقيقية لانهاء الحرب والحصار بشكل كامل، ولإنهاء الأزمة في اليمن بشكل جدي و مسؤول.
"السعودية تَسترت خلف الهدنة لتحقق مكاسب عسكرية وميدانية"، يؤكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الأستاذ علي العماد، ويشدد في تصريح لموقع "العهد" الاخباري على أن السعودية لا تزال تلعب بورقة الهدنة، ويتضح لنا من خلال معطيات استخباراتية ومما نلحظه في الميدان أن مسار الهدنة المقصود منه أخذ فرص، فإطلاق المبادرات والهدن يهدف للمباغتة والغدر عسكريًا".
وبحسب العماد، فإنه "خلال الهدنة المزعومة استحدثت السعودية أربع جبهات تتمثل في الجبهة الرئيسة في مأرب والجوف، وجبهة تعز، وحضّرت لجبهة في محور محافظة البيضاء، وهي تحضر حاليًا لجبهة جديدة في منطقة مكيراس بالبيضاء".
التطورات الأخيرة في مأرب:
يشير العماد في حديثه لـ"العهد" الى أنه "في الآونة الأخيرة وبعد الانتصارات التي حققها الجيش اليمني بنهم والجوف، اتجه الجيش لتحرير محافظة مأرب. على إثر هذه التحركات حشدت قوى العدوان وسائلها الاعلامية، ودفعت بمختلف دبلوماسييها ووسطائها وصحفيين واعلاميين للتوسط لايقاف تصعيد الجيش اليمني".
السعودية لا تزال تلعب بورقة الهدنة.. فما هو مصير المفاوضات في اليمن؟
ويؤكد العماد أن "الوساطات وصلت الى جميع أعضاء المكتب السياسي لأنصار الله وبشكل غير مسبوق، وتحرك المبعوث الأممي بنفسه إلى مأرب وصنعاء والرياض، وقد التقى المبعوث الأممي بالسيد عبد الملك الحوثي بشأن المحافظة". وفي هذا السياق أفاد العماد بأن السيد عبد الملك أعاد طرح المبادرة أمام غريفيث رغم أنها قد أُهملَت كل المبادرات السابقة بخصوص مأرب.
المبادرة بحسب العماد تحمل حلولاً سيستفيد منها جميع الأطراف، وهي تؤكد على تحييد المحافظة، والسماح لمواطنيها بالتنقل بين الطرفين، وتحويل ايراداتها إلى رواتب لجميع موظفي الجمهورية اليمنية، وغيرها من الحلول الطبيعية والمنصفة.
أميركا لا تريد السلام في اليمن:
وفق العماد فإنه "لا وجود للمفاوضات في الواقع، ولن تُقبل أنصاف الحلول ولا بد من وقف اطلاق النار بشكل كامل وبدون توقيت، وأن يرفع الحصار كمعيار للدخول في مفاوضات قادمة، وهو ما أكده رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في تصريحه الأخير حيث قال إننا نحن بحاجة لقرار صريح وواضح من مجلس الأمن لوقف العدوان ورفع الحصار بدلاً عن الجلسات الشهرية لترديد الكلام الذي لا يتغير".
ويفيد العماد "أن السعودية عاجزة عن اتخاذ القرار الأخير وأن قرارها مرتهن بالقوى العظمى ممثلة بأميركا، وما إن نرى مؤشرات ايجابية في أي مفاوضات ثنائية، حتى تكون الإرادة الأميركية هي صاحبة القرار وفقا لارادة بيع السلاح، وادخال المنطقة في معارك، لمواجهة محور المقاومة بشكل عام".
في ختام تصريحه لـ"العهد"، يشدد العماد على أن أميركا تريد من السعودية أن تكون هي الواجهة في حربها على محور المقاومة وعلى الأمة العربية والاسلامية.