kayhan.ir

رمز الخبر: 111162
تأريخ النشر : 2020April20 - 20:35

لماذا تعادي امريكا الصين ؟


عبد الكاظم حسن الجابري

مع نهاية عام 2019, بلغ الصراع التجاري الامريكي الصيني ذروته بفرض عقوبات ضرائب متبادلة على السلع والصادرات بين البلدين.

الصين البلد العضو الاصيل في مجلس الامن, والصاعد الاكبر لقيادة الاقتصاد العالمي, والمتجه بقوة نحو القطبية العالمية, سيكون تهديدا مباشرا لأمريكا لإزاحتها عن موقعها العالمي كقطب عالمي اوحد.

الخشية الأمريكية من الصين ناشئة من ان الصين اخذ منحناها العالمي كأكبر قوة اقتصادية في العالم بالتصاعد, فالصين حاليا تحتل المرتبة الثانية بعد امريكا بالنمو الاقتصادي, وبحسب الدراسات الاقتصادية فان الصين ستكون القوة الاقتصادية الاولى في العالم عام 2030.

هذه الخشية ليست هي الوحيدة, فالصين الصاعدة اخذت خطوات مهمة في منافسة امريكا في ميدانها الذي كانت تنفرد به ألا وهو الانترنيت والمنتجات التقنية, فأمريكا لا تخشى شركات الطاقة, ولا شركات البترول, بل تخشى الشركات التكنلوجية والتي تعد ثيمة تميز امريكا.

انطلقت الصين بمشاريع تكنلوجية كبرى, واهمها بناء جزر صناعية في بحر الصين, متطورة تكنلوجيا, ومزودة برادارات ضخمة, وهذه الجزر ستكون عنصر تهديد للتجارة المارة في هذه المنطقة.

كما ان الصين بدأت بطرح الانترنيت الصيني, والذي يشكل حاليا ما نسبته 25% من الانترنيت العالمي, وان شركات التكنلوجيا والهواتف الذكية في الصين بدأت تتصدر الشركات العالمية من حيث المبيعات, فصارت هواوي في طليعة الشركات التقنية, كذلك اعتمدت الصين تكنلوجيا الريبوت –الرجل الالي- وغيرها من التقنيات الحديثة.

اطلقت الصين مؤخرا تقنيات الجيل الخامس للأنترنيت 5G, وسمحت لشركاتها بإنتاج كل الاجهزة والملحقات الخاصة بهذه التقنية, وتصديرها لدول العالم سابقة امريكا بذلك.

هذا الانجاز الصيني الجديد جعل من دوائر الاعلام والاشاعة الامريكية ان تقوم بإطلاق كذبة كبيرة حول علاقة تقنيات الجيل الخامس بفايروس كورونا, وان لا وجود لهذا الفايروس, وانما هو بسبب تأثير تقنيات الجيل الخامس, والذي انطلق – بالصدفة ام بالمؤامرة- في مدينة ووهان الصينية متزامنا مع تشغيل الجيل الخامس كأول منطقة بالعالم تعمل بهذه التقنية.

امريكا تخشى التقدم التكنلوجي للصين, والذي سيجعل من الصين مهدد حقيقي لإزاحة امريكا من قيادتها للعالم.

وعن التهديد الصيني لأمريكا يقول الجنرال روبرت سبالدينغ -والذي قاد في البنتاغون فريقا لصياغة استراتيجية جديدة للتعامل مع صعود الصين ونفوذها- ومؤلف كتاب "حرب السرية: كيف سيطرت الصين بينما النخبة الأمريكية نائمة”, "إنه أكبر تهديد وجودي منذ الحزب النازي في الحرب العالمية الثانية”, وأضاف قائلا: "إنه أكبر من التهديد السوفييتي بكثير، فبوصفها القوة الاقتصادية الثانية في العالم فإن لها القدرة على الوصول للحكومات والمؤسسات في الغرب بدرجة تتجاوز ما كان عليه السوفييت بكثير.