التواطؤ الاميركي التركي
مهدي منصوري
لا يختلف اثنان في العراق من ان الاجواء العراقية محمية من قبل الاميركان لانهم لم يسمحوا للجيش العراقي من ان ينصب المضادات الجوية خوفا من ان يستهدف طيرانهم يوما ما، وبناء على ما تقدم ولما كانت الاجواء بأيديهم فمن المفروض ان يحموا الارض العراقية من اي اعتداءات تتم عن طريق خرق للطيران ومن اي مكان فيه يمكن ان يستهدف سيادة واستقلال الارض العراقية.
ولكن العراقيين وفي المقابل يجدون ان اجواءهم مفتوحة وان الغطاء الجوي الاميركي لا وجود له لان الطيران الصهيوني والتركي يجول ويضرب و يدمر اي مكان كان ولا هناك من رادع وهو ما شهده العراقيون من استهداف مباشر للمواقع والمعسكرات العراقية من قبل الطيران الصهيوني والتي راح ضحيتها عددا من ابناء الجيش العراقي و بنفس الوقت تكرار اختراق الاجواء العراقية من قبل الطيران العسكري التركي ولعدة مرات بذريعة واهية وهي مطاردة المتمردين الاكراد كما يدعون. ولكن الاعتداء الذي تم بالامس القريب ومن قبل الطيران التركي لمعسكر مخيمات للاجئين واستهداف الابرياء فيه امر يدعو لوقفة جادة من قبل الحكومة العراقية تجاه هذا الاستهتار التركي الذي جاء بمباركة اميركية ولو لم يكن كذلك لما تجرأت تركيا في خرق السيادة العراقية.وانهم وكما وصفته قيادة العمليات المشتركة من ان خرق طائرات تركية الاجواء العراقية "انتهاكا صارخا" للسيادة العراقية و "تصرفا استفزازيا".
ولذا ينبغي على الحكومة العراقية وحماية منها لارواح الابرياء ان لا تكتفي باستدعاء السفير التركي وتقديم احتجاج شديد اللهجة كما يقولون والذي لم يكن سوى اسلوب لا يغني ولا يسمن من جوع لان دماء الابرياء من النساء والاطفال التي سالت لايمكن ان تختم ببيان ، مما يستدعي على الحكومة العراقية ان تاخذ زمام المبادرة بالقيام بحماية اجوائها وعلى ايدي ابناء قواتها المسلحة بنصب المضادات الجوية التي تستطيع ان تحمي العراق والعراقيين من اي اعتداء اجرامي تركي او صهيوني وغيره. وبغير ذلك فان العراق سيبقى مستباحا من هؤلاء وبصورة تجعل من العراق غرضا ومرمى لكل من هب ودبّ وبذلك يفقد استقلاليته وسيادته وهو ما لا يرضاه العراقيون لانفسهم. وبنفس الوقت يجب ان يكون لهم موقف قوي ضد الاميركان واجبارهم على عدم العبث باجواء العراق وبهذه الصورة وايقافهم عند حدهم حفاظا على سلامة ارواح ابناء الشعب العراقي.
واخيرا وامام هذه الانتهاكات الصارخة التي دفعت بالشعب العراقي متساءلا ومطالبا لماذا تنتهك سيادة العراق ومن دون رد قاطع ضد القوات الاميركية التي ساهمت وتساهم وبصورة مباشرة او غير مباشرة في تسهيل عبور الطائرات المعادية التركية والصهيونية ؟.