عنصرية كورونا".. ارتفاع معدل وفيات السود بأمريكا.. لماذا؟
تشير البيانات في الولايات المتحدة، إلى ارتفاع معدل الوفيات والإصابات بفيروس كورونا، في المقاطعات التي فيها أغلبية سوداء، وأخرى فيها أغلبية بيضاء.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في شيكاغو، أن عقودا من عدم المساواة والعنصرية التي تؤثر على المجتماعت السوداء أصبحت واضحة في البيانات التي يشير إليها فيروس كورونا.
وذكرت فيتقريرترجمته "عربي21"، أن عمدة شيكاغو لوري لايتفوت، دقت ناقوس الخطر بشأن التفاوت العرقي الكبير في معدل الوفيات والإصابات بكورونا في كافة أنحاء المدينة.
وأضافت واشنطن بوست، أن الأمريكيين السود يمثلون نحو 68 بالمئة من معدل وفيات المدينة، و52 بالمئة من الإصابات، على الرغم من أنهم يشكلون 30 بالمئة فقط من سكان المدينة، وفقا لبيانات إدارة الصحة في شيكاغو.
ولفتت إلى أن الأرقام في ميلواكي، تعكس صدى شيكاغو، وعلى الرغم من أن نسبة السود في المقاطعة 28 بالمئة من عدد السكان، إلا أنهم يمثلون 73 بالمئة من معدل الوفيات.
وأضافت أن مجموعة حقوق مدنية، ومئات الأطباء قدموا التماسا للحكومة الفيدرالية، للبدء في نشر البيانات، من أجل تقديم استجابة صحية أفضل في مجتمع السود.
الأمراض المزمنة
وقالت مفوضة الصحة في شيكاغو، أليسون أروادي، إن خبراء الصحة العامة أرجعوا التفاوت الصارخ إلى ارتفاع في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة بين السود مقارنة بالبيض.
وشدد على أن ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة بين الأمريكيين من أصل أفريقي، يرتبط بعقود من عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، والفرص الاقتصادية مقارنة بالأشخاص البيض في الولايات المتحدة.
وأضاف: "إن الظروف المجتمعية، والثغرات في شبكة الأمان الاجتماعي لدينا، والفرص الاقتصادية والتعليمية المختلفة، والعنصرية على طوال سنين ماضية، نلحظها الآن في بيانات كورونا"، مشيرا إلى أن سكان شيكاغو السود يعيشون بالفعل في المتوسط حوالى 8.8 سنوات أقل من نظرائهم البيض.
بدورها ذكرت صحيفة "حرييت" التركية، فيتقريرترجمته "عربي21"، أن معدل الوفيات السود في بعض الولايات الأمريكية، جراء فيروس كورونا، يظهر اختلالا واضحا في التوازن عند مقارنته بالسكان.
وأشارت إلى أن معدل الوفيات لدى الأمريكيين من أصل أفريقي، بفيروس كورنا، يمثل سبع أضعاف الوفيات لدى البيض.
وأوضحت أنه على سبيل المثال، بينما يشكل الأمريكيون السود 32 بالمئة من السكان في ولاية لويزيانا، فإن 70 بالمئة من ضحايا كورونا فيها هم من السود.
وفي ولاية إلينوي، يشكل السود 15 بالمئة من سكانها، ومع ذلك، فإن الوفيات منهم بلغت 43 بالمئة من الذين لقوا مصرعهم بالولاية، فيما يمثل المصابون السود 28 بالمئة من إجمالي المصابين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات الرئيسية التي يتأثر فيها السود أكثر من غيرها، هي ميتشيغان وويسكانسن وإلينوي وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا ولويزيانا، فيما لم تتضح البيانات بالكامل في ولايتي نيويورك وكاليفورنيا.
ثلاثة أسباب
وقالت الأخصائية الاجتماعية الأمريكية من جامعة ميريلاند، رشاون راي، إن هناك ثلاثة أسباب في سبب ارتفاع الوفيات لدى الأمريكيين السود بالولايات..
وأوضحت راي، أن السود الذين يعانون من تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، هم أكثر عرضة لمشاكل القلب والضغط والسكري، مؤكدة أن نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة السيئ يؤثر على السود بشكل أكبر.
وعزت الأخصائية الاجتماعية، السبب الثاني، إلى الظروف البيئية في الأحياء التي يعيش فيها الأمريكيون السود.
وأوضحت أن مناطق عيش السود مزدحمة، ويرتبط فيها الناس ارتباطا وثيقا مع بعضهم، إلى جانب قلة المساحات الخضراء، وأماكن ممارسة الرياضة البدنية، بالإضافة لشحاحة الخيارات الغذائية الصحية، وانخفاض مستويات الدخل لديهم.
والسبب الثالث، وفقا لراي، هو أن المهن التي يعمل فيها السود عموما هي أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنهم يشكلون النسبة الأكبر من عمال الأغذية وسائقي الحافلات، والميكانيكيين، وعمال المصانع، وعمال نقل البضائع وغيرها.
عربي 21