kayhan.ir

رمز الخبر: 110912
تأريخ النشر : 2020April15 - 20:24

لا استقرار للعراق بوجود المحتل الاميركي


مهدي منصوري

اثبتت تجربة امتدت لستة عشر عاما ليس فقط للعراقيين بل لكل الذين يتابعون الشأن العراقي ان عدم استقرار الوضع الامني كان سببه الاساسي هو المحتل الاميركي لانه ومن خلال سلسلة الاحداث التي تجري على الارض العراقية ان اميركا وباحتلالها العراق قد دمرت القدرة العسكرية العراقية بحل الجيش والشرطة والقوات الامنية والاستخبارية لكي لا تكون عقبة في استمرار تواجدها على الارض العراقية. وبنفس الوقت فان الاميركان يرمون من هذا الامر ان يكون امن البلد وبجميع مفاصله بايديهم او بايدي عملائهم، ولذلك نجد ان اميركا قد مارست دورا قذرا وقبيحا اشمأزت منه نفوس العراقيين اذ ساهمت وبدور كبير وفاعل في خلق الازمات الواحدة تلو الاخرى من الفتنة الطائفية والعرقية والقيام بعمل التفجيرات اليومية وغيرها من اجل استمرار دوام بقائها. والملاحظ ايضا انها لم تقم بأي دور في اعادة ترتيب وتقوية الجيش والمؤسسات الامنية العراقية بحيث يمكن ان تقف فيه على قدميها وقد كان آخر مبتكراتها في زعزعة استقرار وأمن العراق هو ادخال الدواعش الارهابيين وتقديم الدعم اللوجستي والتسليحي الى المدن العراقية لتعطي صورة غير واقعية وحقيقية من امن واستقرار العراق مهدد من هذه المجاميع بحيث ذهبت الى تشكيل تحالف من 83 دولة بذريعة مواجهة داعش وفتحت لها المقرات والمعسكرات والقواعد داخل العراق لاجل هذا الغرض.

ولكن وفي الطرف المقابل فان الفتوى التاريخية للمرجعية العليا بالجهاد الكفائي وتحشيد ابناء العراق ضمن تشكيلات الحشد الشعبي قد كشف وبوضوح زيف تحالف واشنطن لانه استطاع وبقدراته وامكانياته المحدود ان يطار فلول هذه المجاميع الارهابية ولازال ولهذه اللحظة يتابع خلاياهم النائمة في المدن بحيث وصلت قناعة العراقيين ان بقاء القوات الاميركية على الارض العراقية قد انتهى مفعوله ولابد من خروجها وتمثل ذلك وبوضوح في قرار مجلس النواب وبالاجماع على خروجها وباسرع وقت ممكن.

اذن وفي نهاية المطاف ومن خلال التحركات الاخيرة للقوات الاميركية على الحدود السورية العراقية وتثبيت قدراتها الدفاعية في بعض قواعدها خاصة عين الاسد في الرمادي قد اثار حفيظه العراقيين بحيث انهم طالبوا الحكومة العراقية ان تخرج عن صمتها امام هذا الخرق الفاضح للسيادة العراقية وايقاف هؤلاء المحتلين عند حدهم وبالاسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب لان مثل هذه التحركات ستفرض حالة من الاستفزاز وعدم الاستقرار في هذا البلد.

وبذلك فان المقاومة الاسلامية العراقية فقد استبقت الاحداث وهي تراقب وضع التحركات الاميركية بدقة فقد اعلنت في بيانها الاخير ان يدها على الزناد وفيما اذا ما قامت الحكومة العراقية بدورها في اخراج المحتل الاميركي، فانها ستقوم يواجبها الوطني في مواجهة المحتل حتى طرده من الاراضي العراقية انتقاما لكل الدماء التي سالت على يد هؤلاء المجرمين وعملائهم خاصة الدواعش خاصة دماء الشهيدين السعيدين قائدي النصر على الارهاب ابو مهدي المهندس وسليماني. وبذلك يمكن للعراق ان ينعم بحالة من الامن والاستقرار التي فقدها بوجود هؤلاء الغرباء المحتلين.