الكاظمي: الاحتلال الأميركي للبلاد نجح في تدمير بنية الدولة العراقية
*صالح: الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة سينطلق بعد تشكيل الحكومة
*الفتح يدعو الكاظمي إلى عدم تكرار أخطاء الحكومات السابقة أثناء اختيار كابينته
*اللجنة المالية النيابية: الإقليم يعطي معلومات غير صحيحة عن التصدير وقد يتهرب من تخفيض انتاج النفط
بغداد – وكالات: قال رئيس الوزراء العراقي المكلف، مصطفى الكاظمي، امس الاربعاء إنه رئيس وزراء أزمة ولا يمتلك عصا سحرية لما نواجهه من تحديات تحتاج إلى تضافر جهود الجميع للخروج منها.
وذكر الكاظمي في حوار مع عدد من الصحفيين، قائلا :"إنني ومثلما يعرف الجميع لست منتخباً ولم آتِ إلى هذا المنصب نتيجة لصناديق الاقتراع بل هي مسؤولية انتدبتني إليها الكتل السياسية، وهو ما يضاعف مسؤوليتي حيال ما نتعرض له من تهديدات وتحديات، وبالتالي أستطيع القول إنني رئيس وزراء أزمة ولا أملك لا أنا ولا غيري عصا سحرية لما نواجهه من تحديات تحتاج إلى تضافر جهود الجميع".
واضاف أن "أسماء أعضاء الكابينة الحكومية أصبحت جاهزة الآن وأنا بصدد التفاوض مع الكتل السياسية بشأن ذلك من أجل تمريرها داخل قبة البرلمان بأسرع وقت حتى أتمكن من بدء العمل طبقاً للأولويات الضاغطة".
ودعا الكاظمي "الكتل السياسية إلى التعاون معه لكي يعبر الأزمة الحالية طالما أن حكومتي لها هدف محدد وهو التهيئة للانتخابات المبكرة، بالإضافة إلى التصدي بحزم إلى التحديات الطارئة التي لم تكن متوقعة حتى قبل شهرين وهي فيروس كورونا، وما بات يشكله من تهديد حقيقي لكل شعوب العالم، والأزمة الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض حاد لأسعار النفط، وهو ما يتطلب منا اتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة".
وتابع أن "ما وصلنا إليه الآن من مشاكل وأزمات إنما يعود بالأساس إلى التأسيس الخاطئ للعملية السياسية بعد عام 2003"، مشيراً إلى أن "الاحتلال الأميركي للبلاد نجح في تدمير بنية الدولة العراقية دون أن تحصل عملية إعادة تأسيس صحيحة".
وحول طبيعة الموقف من الولايات المتحدة ، أكد الكاظمي: "سيكون لدينا حوار جاد مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن طبيعة وجودهم في العراق، والأهم أن ما يجب أن أتعامل معه بحزم هو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات، مع التأكيد على أنني سوف أعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي، وطبقاً لمبدأ المصالح المشتركة، وهو ما يتطلب منا عملاً جاداً في هذا الاتجاه، خصوصاً لجهة الاقتصاد والاستثمار وتهيئة الأرضية المناسبة لذلك، لأننا لا يمكننا الاستمرار في الاعتماد على النفط بوصفه مصدراً وحيداً للدخل الوطني".
وأوضح الكاظمي أن "الأمر المهم الذي سوف أوليه اهتماماً كبيراً هو فتح حوار وطني حقيقي داخلي، لأننا افتقدنا خلال السنوات الماضية إلى مثل هذا الحوار الجاد على كل الأصعدة، الذي يمكن أن يؤسس لرؤية وطنية نستطيع من خلالها بناء مؤسسات الدولة بناء سليماً، إذ لا خيار أمامنا سوى المشروع الوطني العراقي الشامل والعابر للهويات الفرعية سواء العرقية أو المذهبية".
والكاظمي، مستقل لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، تسلم منصب رئيس جهاز المخابرات، في يونيو/ حزيران 2016، خلال فترة تولي رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، رئاسة الحكومة.
بدوره اكد رئيس الجمهورية برهم صالح،امس الأربعاء، أن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة سينطلق في شهر حزيران بعد تشكيل الحكومة .
وقال صالح في حوار مع "سي ان ان” إن " العراق يعيش تحديا فريدا فلدينا اولا ازمة سياسية فقد استقالت الحكومة منذ ثلاثة اشهر ونحن نحاول تشكيل حكومة جديدة ، وآمل في أن تتشكل هذه الحكومة قريبا جدا لأن هناك توافق دولي عليها”.
واضاف أن "على رأس الاعمال والقضايا المهمة التي على الكاظمي القيام بها بعد تشكيل الحكومة في حزيران هو البدء في الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة”، مبينا أن "العلاقة مع اميركا يجب ان توضع في سياقها الصحيح وبالشكل المناسب .. وبضمن ذلك التواجد الامريكي وقوات التحالف في العراق وأنا متأكد اننا في حزيران مع تشكيل الحكومة كما نأمل بأن يكون لدينا حوار جيد جدا يحترم سيادة العراق”.
وواصل آمل أن ” يكون هذا الموضوع هو الدليل الاساسي للحوار وفي نهاية المطاف فان حوارنا الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ومع اوروبا ومع جيراننا سيكون مهما جدا ، فقد شهدت هذه البلاد الكثير من الصراعات وهي بحاجة الى التعافي منها لان استقرار العراق سيكون استقرارا لمنطقة الشرق الاوسط.
من جهته رجّح عضو اللجنة المالية النيابية حنين قدو، امس الأربعاء، تهرب إقليم كردستان من تخفيض انتاج النفط، فيما أشار إلى أن الإقليم يعطي معلومات غير دقيقة عن التصدير.
وقال قدو في حديث لـ" العهد" إن "اقليم كردستان جزء من الدولة العراقية، ولا بد أن يقع عليه ما يقع على العراق من التزامات في خفض انتاج النفط".
وأضاف أن "رئاسة الوزراء ووزير النفط يتحملون مسؤولية كبيرة في هذا المجال".
وأوضح قدو أن "انتاج النفط في إقليم كردستان وتصديره الى خارج العراق غير حقيقي ومتضارب"، مبيناً أن "الإقليم قد يتهرب من تخفيض انتاج النفط كوننا لا نعرف كمية النفط المصدر من الإقليم".
من جانب اخر دعا تحالف الفتح رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي الى عدم تكرار أخطاء الحكومات السابقة أثناء تشكيل حكومته.
وقال النائب عن التحالف مختار الموسوي، إن على الكاظمي تفادي الأخطاء التي وقعت بها الحكومات السابقة بسبب ضغوطات الأحزاب السياسية، مشيرا الى أنه مطالب بتشكيل كابينة وزارية مستقلة تماما بعيدا عن إرادة الكتل السياسية.
وشدد على ضرورة معالجة الملفات العالقة مع حكومة إقليم كردستان فيما يخص تصدير النفط وواردات المنافذ الحدودية البرية والجوية.