100 يوم ودماء الشهيدين لازالت تغلي
مهدي منصوري
انتشى ترامب فرحا وارتسمت على ملامحه صورة الشماتة الحاقدة عندما تم تنفيذ الجريمة النكراء باستهداف قائدي الانتصار على الارهاب الشهيدين ابو مهدي المهندس وسليماني بحيث لم يخف ما كان يسبب له وجودهما من غم وهم كبير بقوله "اليوم سيكون العالم اكثر آمنا" ولكن جاءت "الرياح بما لا تشتهي السفن" لان الاوضاع قد تغيرت بعد استشهاد هذين البطلين بحيث اصبحت وبالا على اميركا بالدرجة الاولى وعلى الذين تحالفوا معه ومن حيث لا يحتسبون، وقد اتضح للجميع ان دماء هذين الشهيدين وبعد مرور 100 يوم على اراقتها لازالت فوارة وتغلي لتفعل فعلها العميق في اولئك الذين ساهموا او مارسوا عملية الاغتيال الجبانة، ووجد العالم ان اميركا اليوم وحلفاءها وبعد اغتيال الشهيدين واجهوا ظروفا عصيبة جدا فها هي اميركا اليوم تعيش اسوأ حالاتها والتي لم تمر بها في تاريخها القديم والمعاصر بحيث ثبت للعالم ان حالة الاستهتار التي قابل بها ترامب فيروس كورونا وعدم اللامبالاة قد اوقع الشعب الاميركي في ورطة كبيرة لا يدري كيف الخلاص مما اجبرته على ذرف الدموع وهو يرى الاف الجثث وهي ترمى في حافلات الحمل والذي عكس العجز الكبير لدولة كان تدعي انها عظمى امام هذا الفيروس القاهر بالاضافة الى ذلك فان وضع اميركا في العالم والمنطقة قد اخذ يبدأ بالافول وان القدرة الاميركية قد اصبحت من الضعف بحيث بلغ حدا لان تتخوف وترتعد من مجموعات مسلحة ورافضة للتواجد الاميركي خاصة في العراق، مما اخذت تحصن نفسها بالاسلحة الثقيلة وكأنها امام مواجهة مع احدى الدول العظمى، و تحاول اميركا اليوم شيئا فشيئا مضطرة ان تقلل من وجودها في المنطقة لانها ادركت ان هزيمتها ستكون محققة فيما اذا ارادت ان تواجه شعوب هذه المنطقة.
كذلك ولم يقتصر الامر على اميركا بل على الذين تحالفوا معها خاصة السعودية التي رافقتها وساهمت في كل جرائمها فهي تعيش اتعس ايامها وحالاتها سواء في الداخل اذ اخذت اعمدة القصر الملكي تهتز من داخلها وان زلزال السقوط قد بدأ تتضح معالمه خاصة بعد الاجراءات الحمقاء التي اتخذها بن سلمان في اعتقال الامراء وغيرهم والتي اوجدت شرخاً كبيرا في النسيج السعودي الحاكم بحيث لايمكن رتقه بعد اليوم. بالاضافة الى الهزيمة المنكرة في اليمن والتي فرضت على حكام بني سعود ان يرفعوا الراية البيضاء والخنوع صاغرين للارادة اليمنية القوية الصلبة.
ونخلص وفي نهاية المطاف ان دماء الشهيدين ابو مهدي المهندس وسليماني لازالت فوارة وان تداعياتها ولو بدت بعض ملامحها اليوم الا انها ستكون نارا حارقة لكل الذين اعتقدوا من انهم وباستشهادهم قد ازالوا حائلا كبير وكابوسا كان جاثما على قلوبهم، ولكنهم لم يدركوا ان هذه الدماء الطاهرة ستفعل فعلها في الانتقام غير المباشر والذي لم يعهده احد حتى تطهر الارض من القتلة والمجرمين من امثال داعش وغيرهم وان ذلك ليس ببعيد خاصة ونحن نعيش ذكرى مرور 100 يوم على استشهاد البطلين قائدي النصر على الارهاب الشهيدين السعيدين ابو مهدي المهندس وسليماني نتطلع وبأمل كبير ان سياسة الهيمنة والغطرسة الاميركية الصهيونية لم تدم طويلا وان بشائر النصر ستترى بحيث نقولها وبكل تفاؤل ان العالم وبزوال قوى الهيمنة سيكون اكثر امنا.