kayhan.ir

رمز الخبر: 110701
تأريخ النشر : 2020April12 - 20:26

القوى السياسية في العراق تغادر القيم والمباديء


العملية السياسية والتعاطي معها في القبول والرفض والتوجيه والاعتراض والتلاحم والافتراق ووفق مرتكزان اساسيان وهما الأول المنظومة القيمية التي تمثل المرتكز الأساسي والمبدئي والقيمة الايمانية والمعتقد الذي يوجه المواقف والآراء والأفكار والثاني الظروف السياسية التي تحيط بالأجواء والحراك وتقدير النتائج والمصالح والمفاسد المترتبة على المبادرة والموقف .

وبين هذا وذاك تتشكل ملامح الحركة والأداء والتعاطي والمشاركة .

وعلى ضوء ذلك نتلمس الأفق السياسي في العراق بالأداء والتحالف .

وعند قراءة خلفية القوى العاملة ومتابعة سير العملية السياسية ندرك الواقع السياسي الذي تسير فيه ومقدار استحضار القيم والمبادئ والأفكار في التحالف والاتفاق والافتراق ونتعرف على طبيعتها وتداعياتها الفكرية واثارها السياسية والاجتماعية .

فالقوى السياسية من حيث المبادئ والمرتكزات تحددها مجموعة من الأفكار والالتزامات والمهام تلتقي في بعضها وتفترق في أخرى وبمجملها يمكن ان تلتقي عند مشتركات تمثل اطار جامع لتحديد ملامح العملية السياسية .

بيد ان الذي ظهر بعد 2018 اختلال الركن الأول في العمل السياسي في العراق وهو القيم والمبادئ والالتزام واستحضار الظروف والمكاسب وحدها فقط في الأداء والتحالف والاختلاف فان رصد التحالفات قبل الانتخابات وإدارة نتائج الانتخابات تؤكد ما يمكن ملاحظته .

تحالف الحزب الشيوعي مع التيار الصدري حيث تجاوز المبادئ والعقائد التي لا تلتقي بين الطرفين .

وانقسام حزب الدعوة الى قائمتين متنافستين متقاطعتين خلاف المبادئ والقيم الحزبية والعمل الحزبي .

وبعد نتائج الانتخابات تتسع نزعة المصالح على حساب المبادئ والقيم .

وحين تشكل التحالفات نجدها قائمة على أساس المصالح على حساب المبادئ حيث افتراق الحزب الواحد في طرفي نقيض .

واخذ التسابق بين أطراف التنافس في استقطاب بعض القوى وان كان بعض قادتها وعناوينها تتصف بالإرهاب ومعاداة العراق ودعم داعش وإعادة حزب البعث المحظور للواجهة وغابت المبدئية والمنظومة القيمية في التحالف .

وبعد تشكيل التحالفات اختفت أخلاقية الالتزام بين الأطراف ليطرح ثنائية سائرون والفتح بعيداً عن حقيقة التحالفات والالتزامات السياسية والأخلاقية داخل الإصلاح والبناء .

وعند متابعة تشكيل الحكومة نجد ضوضاء تختفي فيها القيم والمبادئ والاسس لبناء الدولة والنظام الديمقراطي .

وفي مقدمتها كذبة الوزراء المستقلين وحرية الاختيار لرئيس الوزراء واختيار الوزراء الذين بعضهم عليهم اجتثاث البعث والأخر صفة الإرهاب وداعش وقليلي الخبرة .

ان استحضار القيم والمبادئ والالتزام والاحترام من أولويات السير الطبعي لبناء الدولة وان إشاعة التفكير والممارسة بتجاوز كل المبادئ والقيم مقدمة لإرباك العملية السياسية وتضليل المجتمع والإحباط الذي يؤدي الى الفوضى .

فالعودة لاستحضار القيم والأخلاق في الممارسة وتقدير الظروف السياسية في الوعي والموقف من مقدمات ضروريات العملية السياسية .

مراقب سياسي