السعودية وتسييس كورونا
مهدي منصوري
لم يكن مستغربا لأي موقف يتخذه حكام بني سعود ضد ايران لانهم وتماشيا مع سياسة الاسياد الاميركان والصهاينة فانهم سباقون في رفع راية العداء لطهران. وقد ساهموا وبذلوا المزيد من الجهود في هذا المجال بحيث اصبحوا الاداة والذراع القوي لتحقيق اهداف اللوبي الاميركي الصهيوني في تنفيذ مؤامراتهم ضد الجمهورية الاسلامية. وقد لا نحتاج الى سرد ماقام به حكام بني سعود من اعمال اجرامية وعلى مختلف المستويات لجعل من ايران عدوا لشعوب المنطقة. ولكن كل محاولاتها تواجه بالرفض وعدم القبول بحيث وفي اغلب الاحيان تقبر هذه المحاولات في مهدها و تخرج منها طهران منتصرة.
ومن الملاحظ اليوم ان فيروس كورونا ابتدأ ظهوره في الصين وأخذ ينتشر وبصورة متسارعة بحيث شمل مختلف العالم وبمستويات مختلفة. ولم نسمع اي دولة في العالم ان تضع هذا الفيروس في دائرة التسييس الا حكومة بني سعود وجهت سهام الاتهام الى ايران بذريعة واهية من ان السعوديين الذين يزورون طهران لم تحمل جوازاتهم ختم تأشيرة الدخول والخروج، مما يدل انها لازالت تعيش حالة من التخلف في هذا المجال لان اغلب دول العالم اليوم اخذت تستخدم التأشيرة الاكترونية التي لا تحتاج تثبيتها في جوازات السفر وهي صورة من صور التطور التقني في هذا المجال، ولذلك فان طهران قد اعلنت وقبل اكثر من شهور انها ستلغي ختم التأشيرة على الجوازات وتستخدم التأشيرة الاكترونية وعلى مرأى ومسمع من العالم والملاحظ ان القائمين على الحكم في هذا البلد لم يصل الى اسماعهم هذا القرار او انه لا يتناسب مع اجراءاتهم الادارية المتخلفة.
فلذلك وبسبب انتشار فيروس كورونا فانها ارادت الاستفادة منه في تاكيد عدائها الحقود للجمهورية الاسلامية من تسييس هذا الموضوع خاصة وانها تعيش اليوم ظرفا سياسيا متدهورا بعد الاجراءات التعسفية التي اتخذها محمد بن سلمان بحق الاسرة الحاكمة من اجل تهيئة الظروف لفرض نفسه ملكا على السعودية خارج السياقات المعمول بها على مدى عقود، ومن هنا جاء الرد القاطع من طهران وعلى لسان المتحدث باسم الخارجية الايرانية "عباس موسوي" في معرض تعليقه على حديث الرياض من عدم وضع طهران اختام في جوازات سفر المواطنين السعوديين بحيث ابدى استغرابه من طرح اعادة هذه القضية البسيطة والمعمول بها في مختلف دول العالم لان هذه التاشيره لم تقتصر على السعوديين فحسب بل المواطنين من مختلف البلدان الذين تطأ اقدامهم طهران باستثناء جوازات السفر البريطانية والاميركية والكندية داعيا السعودية الى الامتناع عن تسييس مرض كورونا ومحاولة التخلص من المسؤولية وتوجيه الاتهام الى ايران بهذا الصدد.
واخيرا ومن نافلة القول ان اميركا والصهاينة والسعودية و من يسير في ركابهم يتحينون الفرصة ليؤكدوا حالة العداء لايران من خلال ابتداع وتكبير بعض الاجراءات التي تتخذها الجمهورية الاسلامية، ووجدوا اليوم فيروس كورونا فرصة جيدة لهذا اللون من السلوك البعيد عن كل المثل الاخلاقية، لان الفيروس لم يظهر في ايران بل في الصين وهي المسؤولة الاولى في العالم عن هذا الامر وانها ابتليت به من خلال المسافرين القادمين اليها حالها كحال أي دولة اخرى ابتليت بهذا الفيروس. ولكن الحقد الدفين لهؤلاء الاعداء قد وجهوا سهامهم الاجرامية الحاقدة ضد ايران وان كل حالة تظهر في بلدانهم يتهمون فيها طهران ولكن هذه المحاولات لا يمكن ان توصلهم الى اهدافهم لحرف انظار العالم لما يواجهونه من انتكاسات وسيفشلون كما فشلوا من قبل في مختلف المحاولات السابقة.