مسؤول سعودي: الوضع الحالي في المملكة سيؤدي الى الانهيار في حال عدم معالجته
*ميدل إيست آي: بن سلمان لن ينتظر وفاة والده الملك ويريد تولي المُلك قبل قمة العشرين
*إصلاحات بن سلمان لا تسير على ما يرام وآخر عقباته الانخفاض السريع في سعر النفط فضلا عن تراجع شعبيته قبل موسم الحج المقبل
*حملة الاعتقالات الحالية تختلف عن تلك التي انطلقت عام 2017 لأن السابقة انطلقت بوصفه محاربا للفساد والآن تأتي الاعتقالات بعد سلسلة فضائح
*لوفيغارو: بن سلمان يستغل ظرفاً مؤاتيا "لترويع" العائلة المالكة من خلال إظهاره أنه الحل للخلافة وليس غيره وأنه لن يتردد في اللجوء إلى القوة للوصول إلى العرش
*الغارديان: الملك كان على خلاف مع الأمير محمد حول مقتل خاشقجي واختلف معه حول بعض التعيينات لكنه لم يتخذ قرارات للتدخل وسط عمليات التطهير السياسي
*ولي العهد لاحق "بني عبد الله وبني فهد وبني سلطان" وجاء دور بني نايف وهذا يشابه لما حدث في بغداد في الستينيات من القرن الماضي
الرياض- وكالات انباء: علق حساب بإسم "مستشار الامير محمد بن نايف” على موقع تويتر، حول الوضع الراهن في السعودية، واعتبر انه سيؤدي الى انهيار المملكة في حال عدم معالجته.
وكتب حساب "مستشار الامير محمد بن نايف” في تغريدة له على تويتر: "البلد يسير نحو الانهيار، أسعار النفط بانخفاض مستمر، كذلك الأسهم، فايروس كورونا ينتشر بسرعة، الأسرة بدأت تتفكك، وكأن هناك مؤامرة على السعودية ينفذها بن سلمان بجهل أو عن دراية، البلد ليس فيه مؤسسات ولا تنظيم، وعليه يجب على المصلحين والكفاءات تشكيل قوة لمنع السقوط".
هذا وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شن حملة الاعتقالات ضد خصمه الملكي الرئيسي، عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، لأنه "يريد أن يصبح ملكا قبل قمة مجموعة العشرين في تشرين الثاني/نوفمبر". بحسب مصادر مطلعة للموقع.
وأشار الموقع البريطاني، في تقرير إلى أن ابن سلمان لن ينتظر وفاة والده الملك، لأن وجوده يعطي شرعية للابن، ويسعى لأن تكون القمة المقبلة، منصة لصعوده إلى العرش.
وأضاف: "بدلا من ذلك سيجر محمد بن سلمان والده الذي يعاني الخرف، لكنه بصحة جسدية جيدة، على التنازل عن الملك"، وفقا للمصادر. مشيرة إلى أن هذا "سينهي المهمة التي بدأت عند طرد محمد بن نايف من ولاية العهد".
وشدد المصدر للموقع، أن ابن سلمان يريد "التأكد من كون والده موجودا وهو يعتلي العرش".
وأشارت إلى أنه وقبل إلقاء القبض على الأمير أحمد بن عبد العزيز، يوم الجمعة، منح فرصة بعد سنوات من معارضة ابن سلمان، ليكون مع مشاريعه، لكنه رفض.
ونقل الموقع البريطاني عن مصدر ثان قوله، إن "الأمير أحمد واجه ضغطا لتقديم الدعم الكامل لابن سلمان، واستخدم الملك وآخرون عبارات ترغيب لتشجيعه على دعم ابنه".
وتابع: "الأمير أحمد أوضح أنه لن يدعم مشروع ابن سلمان، وأخبر الملك أنه هو نفسه لم يكن حريصا على أن يصبح ملكا، لكنه سينظر إلى الآخرين المتقدمين".
وتكشفت بحسب الموقع تفاصيل جديدة عن ليلة الاعتقالات للأمراء، ونقل عن مصادر، أن "الأمير أحمد لم يكن يخطط لانقلاب على ابن سلمان، قبل إلقاء القبض عليه، وفقا لما زعمت مصادر لرويترز".
وأشار إلى أن الأمير أحمد كان يعترض علانية على انضمام ابن أخيه لهيئة البيعة. وهو مجلس العائلة المنوط به قرار من يصبح الملك.
وأوضح أن الأمير أحمد كان عائدا الجمعة من رحلة لصيد الصقور بالخارج، واستقبل المقربين منه مساء الخميس.
ولفت إلى أنه تلقى رسالة مفادها أن الملك يريد رؤيته صباح الجمعة، وكان الأمر يتعلق بأمير آخر معتقل، وهو فيصل بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أثار الأمير أحمد قضيته مع الملك سلمان قبل أسابيع.
وكشف أن الأمير أحمد اعتقل على يد قوة أمنية، في اللحظة التي دخل فيها إلى قصر الملك.
ونقل الموقع البريطاني عن مصدر قوله: "لم ير الملك، وكانت خيانة تامة" وتابع: "اعتقل عضو ثان من هيئة البيعة أيضا".
وبشأن أهداف ابن سلمان من إطلاق الحملة الآن، قال مصدر إن ولي العهد لديه مخاوف من عدم صعود ترامب لفترة رئاسية ثانية، في ظل توجيه انتقادات له من قبل جميع المرشحين للرئاسة من الحزب الديمقراطي، واتهامه بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ولفت الموقع البريطاني، إلى تغريدة المغرد الإماراتي الشهير، حمد المزروعي، مع بدء حملة الاعتقالات، وقال إنه كان أول من كشف حملة فندق الريتز كارلتون عام 2017، وكذلك حصار قطر من قبل الرياض وأبو ظبي.
وأضاف: "الحملة الأخيرة بدأت بكلمتين (في إشارة إلى تغريدة كش ملك التي كتبها مع بدء الاعتقالات)".
ونقل عن مصدر قوله، إن محمد بن زايد، له دور فعّال، في كل حركة يقوم بها ابن سلمان، وكلما زادت أخطاء ولي العهد السعودي، وعدم استقراره نسبيا، زاد تأثير ابن زايد على الشؤون السعودية".
ورأى الموقع البريطاني، أن إصلاحات ابن سلمان لا تسير على ما يرام، وآخر عقباته، الانخفاض السريع في سعر النفط، إلى أقل من المستوى الذي يلزم موازنة الدولة، فضلا عن تراجع شعبيته قبل موسم الحج المقبل.
وأشار الموقع إلى أن حملة الاعتقالات الحالية، تختلف عن تلك التي انطلقت عام 2017، لأن السابقة انطلقت بوصفه محاربا للفساد، لكن الآن تأتي الاعتقالات بعد سلسلة فضائح، أبرزها قتل جمال خاشقجي، وكلما حاول ابن سلمان الهروب من فضيحة لاحقته أخرى أكبر.
من جانبها توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند موضوع عملية التطهير الواسعة داخل العائلة المالكة السعودية التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان هذه الأيام، كما كشفت عن ذلك وسائل إعلام أميركية يوم الجمعة المنصرم، وشملت القبض على الرجلين القويين عمه أحمد بن عبد العزيز، وابن عمه محمد بن نايف.
وذكرت لوفيغارو نقلا عن مارك مارتينيز الذي وصفته بالخبير في منطقة الخليج(الفارسي)، قوله إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أرسل إشارة قوية إلى الأسرة الحاكمة بأنه لا يجوز الطعن في سلطته.
وأضافت الصحيفة أن بن سلمان يستغل ظرفاً مؤاتيا "لترويع" العائلة المالكة من خلال إظهاره لأي كان من أفرادها أنه هو القائد الفعلي والأوحد، وأنه الحل للخلافة وليس غيره، وأنه لن يتردد في اللجوء إلى القوة للوصول إلى العرش خلفاً لوالده الثمانيني والمنهك صحياً.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن الأمر الذي قد يبدو غريباً، هو توقيت حملة التطهير هذه الجديدة التي أطلقها محمد بن سلمان ضد عدد من الأمراء، لأنه لا يوجد أي تهديد فعلي ضده حالياً. وتوقعت الصحيفة أن يكون جانبه المتهور هو الذي دفعه إلى هذه الخطوة.
وحذر مارك مارتينيز من مغبة أن حماس بن سلمان الذي لا حدود له واندفاعه يمكن "أن يقودا إلى مستقبل مضطرب وصاخب"؛ معتبراً "أننا قد نشهد ظهور سلطوية صريحة مركزة حول بن سلمان الذي انتهك قوانين سير النظام السعودي".
هذا ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده مارتن شولوف، يتحدث فيه عن اعتقالات السعودية الأخيرة، واصفا إياها بأنها عملية تطهير استمرت يوم السبت في أنحاء السعودية كلها، بعد زعم محمد بن سلمان أنه أحبط انقلابا كان يحضر له أميران بارزان، ينظر إليهما على أنهما عقبة أمام وصوله إلى العرش.
ويشير التقرير، إلى أن محمد بن سلمان اتهم عمه أحمد بن سلمان، وولي العهد السابق، ابن عمه محمد بن نايف، بالتخطيط للانقلاب ضده، لافتا إلى أنه ينظر إلى هذين الأميرين على أنهما عقبة أمام وصوله إلى العرش.
ويقول شولوف إن اعتقال الأميرين يوم الجمعة صدم السعوديين، وأثار الكثير من التكهنات حول صحة الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاما، مشيرا إلى أن المعارضين السعوديين توقعوا أن الإعلان عن حملة الاعتقالات هو محاولة جديدة للدفع باتجاه تولي العرش.
وتفيد الصحيفة بأن تصريحات من داخل البلاط الملكي دعمت هذه التكهنات، التي نقلها مصدر قال إن عملية الاعتقال جاءت بصفتها إجراء وقائيا بعد اعتلال صحة الملك، إلا أن المسؤولين السعوديين نفوا هذه المزاعم بشكل قاطع.
ويذكر التقرير أنه يعتقد أن الملك هو الذي وقع على بلاغ اعتقال شقيقه مع الرجل الذي اختاره أولا ليكون وريث عرشه حتى جاء محمد بن سلمان إلى المشهد وتم تعيينه وليا للعهد في عام 2017، مشيرا إلى أن الأمير قام منذ ذلك الوقت وبشكل مستمر بإزالة كل تهديد له، كما فعل حين اعتقاله رجال المال والأعمال والمسؤولين والأمراء البارزين واحتجازهم في فندق ريتز كارلتون، وإجبارهم على التنازل عن جزء من أموالهم وأرصدتهم، فيما جرد آخرين من مناصبهم.
ويلفت الكاتب إلى أنه بعد عام من الاعتقالات الجماعية قام عملاء للحكومة السعودية بقتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيع جثته عندما دخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتكشف الصحيفة عن أنه تم إغراء الأمير أحمد، الذي عرف بانتقاداته لولي العهد، بالعودة إلى السعودية، بعد سنوات من المنفى في لندن، لافتة إلى أنه تم النظر إلى عودته على أن الأمير المتشدد بات يتسامح مع الآراء الناقدة له داخل العائلة، وهو رأي رفضه نقاد محمد بن سلمان في الداخل والخارج.
وينوه التقرير إلى أن موقع كل من أحمد ومحمد بن نايف كان بمثابة حماية لهما، فمنذ عزل ابن نايف عن ولاية العهد منع من مغادرة المملكة، وصار يقضي معظم وقته في بيت ريفي خارج الرياض، وتم رصد حركاته ومن عملوا معه، في وقت زادت فيه عمليات القمع ضد المعارضين داخل البلاد.
ويعلق شولوف قائلا إن الملك سلمان ظل صامتا طوال الفترة التي صعد فيها ابنه إلى السلطة، وحول له المشاريع الباذخة، وإعادة هندسة ثقافة المجتمع، التي رفضت الفصل بين الجنسين والتدين، ما كان علامة للدولة السعودية الحديثة.
وتشير الصحيفة إلى أنه يعتقد أن الملك كان على خلاف مع الأمير محمد حول مقتل خاشقجي، الذي قالت المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) إنه لم يكن ليتم دون أمر ولي العهد، لافتة إلى أنه اختلف معه أيضا حول بعض التعيينات، لكنه لم يتخذ قرارات للتدخل وسط عمليات التطهير السياسي.
ويقول الكاتب إن قوات الأمن السعودية وضعت يوم السبت حواجز في مناطق عدة من الرياض، ما أثار مخاوف عن اضطرابات وأحاديث دون أساس عن قرب تولي ابن سلمان السلطة في بلاده، لافتا إلى أن الملك يخطط لاستقبال قادة مجموعة العشرين في تشرين الثاني/ نوفمبر، وهي المناسبة الأهم في برامج المملكة هذا العام.
وتنقل الصحيفة عن مساعد سابق لوزير سعودي، قوله: "من الصعب التأكد 100% مما يجري"، مشيرا إلى أن الملك بات معزولا، فيما قال دبلوماسي سابق يعرف بالوضع السعودي ومؤامرات القصر، إن عمليات التطهير الجديدة هي جزء من نهج مدروس لإزالة أي معارضة في وقت يحضر فيه محمد بن سلمان نفسه لتولي السلطة.
وتختم "الغارديان" تقرير بالإشارة إلى قول الدبلوماسي، إن ولي العهد لاحق "بني عبدالله وبني فهد وبني سلطان" وجاء دور بني نايف، "ولا يزال هناك واحد من أبنائهم، سعود بن نايف (شقيق محمد بن نايف)، في الرئاسة العامة للمخابرات ويجب أن يذهب، وهذا مشابه لما حدث في بغداد في الستينيات من القرن الماضي"، في إشارة إلى الانقلاب الذي شنه صدام حسين، وعزز سلطته داخل حزب البعث ليحكم العراق مدة 3 عقود.