بلاخارست ولغة الوصاية على العراق
مهدي منصوري
تحدثت مندوبة الامم المتحدة في العراق بلاخارست ومن على منبر المنظمة الدولية بحديث اثار حفيظة العراقيين وترك الكثير من التساؤلات. خاصة وانه لم يكن حديثها هو الاول من نوعه بل انها تجرأت على المرجعية العليا اذ افترت في تصريح لها عند لقائها المرجع السيستاني ببعض الاقوال والتي و بعد الاعتراض الشديد اعتذرت واعترفت انها قد حرفت حديث المرجع الكبير. وحتى تحركها في الداخل العراقي فانه يثير الشك والقلق عندما ذهبت الى ساحات التظاهر وادلت بتصريحات اعتبرتها بعض الاوساط السياسية والاعلامية من انها خارجة عن مهمتها وتدخل سافر وغير مرغوب في الشأن الداخلي العراقي.
وبالامس ومن خلال حديثها انعكس وفي بعض فقراته انها ترسل الرسائل للسياسيين العراقيين وهم يتداولون في تحديد رئيس الوزراء القادم وفيها بعض الاملاءات في كيفية اختيار المرشح وتضع الشروط وكأنها هي الوصية على العراقيين، وكذلك وفي تناولها الوضع الداخلي في العراق خاصة الازمة القائمة اليوم فانها طالبت بوضع العراق تحت الوصاية الدولية للخروج من الازمة مما يعكس خرقا واضحا وكبيرا للسيادة العراقية وتدخل سيئ وغير مقبول في الشأن العراقي بالاضافة الى اندفاعها من اجل تدويل التظاهرات القائمة اليوم في العراق وهو امر لم ير له العراقيون مثيلا بين الدول. لان هذه التظاهرات المطالبة بالحقوق تشبه اغلب التظاهرات التي خرجت في دول الشرق الاوسط كالسودان ومصر وتونس والجزائر وغيرها ولكنها لم تطالب احدا أو تفكر ان تذهب للتدويل فلماذا تريد ممثلة الامم المتحدة ان ينفرد العراق بهذا الامر ان لم يكن هناك مخطط اميركي صهيوني قد كلفت بالعمل على تنفيذه من خلال موقعها في الامم المتحدة.
وفي نهاية المطاف لابد انه يستشعر العراقيين وخاصة القائمين على الشأن العراقي من الحكومة والبرلمان ان ياخذوا تصريحات بلاخارست بنظر الاعتبار لانها تعكس حالة "استهانة صارخة"وعدم الاعتناء بكل المعايير الاخلاقية والدبلوماسية وإلا فأنه وفي مثل هذا الامر لايمكن للعراق ان يرى الاستقرار او تشكيل الحكومة وهي رغبة اميركية وصهيونية وسعودية ليغرق في الفوضى والتي تفتح امامهم الآفاق للتدخل وتغيير الاوضاع بغير الصورة التي هي عليها وهذا ناقوس خطر كبير يهدد سيادة هذا البلد.