شـقـشـقـة فــي دائــرة مــفــرغــة
صالح الصريفي
على الرغم من تشابه وتشارك الحراكين الجماهيريين والأزمتين السياسيتين اللبنانية والعراقية في بعض الأوجه على مستوى الديناميات والتداعيات الا أنه لايمكن المقارنة بين الأدارتين ( ادارة الحراك وادارة الدولة) في البلدين المذكورين لأننا أمام عقليتين قياديتين مختلفتين في طريقة التفكير والتخطيط والموقف والسلوك .
ومحل الشاهد للتأسي وليس المقارنة.
فاذا ما تركنا مشتركات التعاطي مع الحراك الجماهيري وفقا للضوابط والقواعد والشروط ، ندعو للتأسي ببعض صور التعاطي السياسي للفريق الشيعي الثنائي اللبناني ( حركة أمل وحزب الله) ، هذا الفريق الشيعي الموحد الذي يقف على رأس أحدهما , أحد حكماء ودهاة السياسة وعلى رأس الثنائي الآخر أحد أبرز حكماء المقاومة ، وعلى الرغم من قلتهم كــ( طائفة في لبنان ) إلا إنهم أقوياء مؤثرون يجمعون بين البراعة البراغماتية والاعتدال في السياسة وحكمة في تفوق القوة والحزم في المقاومة .
وفي العراق فريق شيعي واسع متعدد ومختلف مع نفسه أكثر من إختلافه مع غيره ، يشكل الغالبية في الحكم والتشريع والنفوس ولكنه غير مؤثر ومبعثر ومتخاذل قادته وزعماؤه وأحزابه و ... أتخموا فشلا وعجزا واختلافا حتى باتوا سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى .
ولا أزيد واكتفي لأنني ساهمت بمقدار ( نحلة أطفاء نار سيدنا ابراهيم ع)مع كتاب شرفاء كثر ، وكل ماكتبناه تحقق وكل ما استشرفناه حدث حتى سئم القلم وملّ القارىء من التكرار والدوران في الدائرة المفرغة لأن المريض معروف والمرض مشخص والعلاج متوفر ولكن الطبيب إما عميل أو مخرب أو فاسق أو متواطىء أو فاشل أو عاجز .
وأكرر القول على الرغم من تشخيصنا وتقديمنا العلاجات بمعية الشرفاء والحريصين على سلامة وإصلاح هذه الامة إلا اننا وللأسف بتنا ننادي في أمة لاحياة فيها ، ونخب أغشى الغرور أبصارها والنرجسية ملأت نفوسها إلا اللَّمَمَ منهما .