نيويورك تايمز: اميركا ليست مستعدة لمواجهة فيروس "كورنا"
* ترامب منذ رئاسته طالب بقطع التمويل عن مراكز أبحاث السيطرة على الأمراض ومنعها وعن معاهد الصحة الوطنية
واشنطن - وكالات انباء:- خصصت صحيفة "نيويورك تايمز” الاميركية افتتاحيتها لموضوع فيروس كورنا "ها هو وباء فيروس كورونا قد جاء"، وقالت إن العالم يواجه النار بعد محاولاته تجاهلها وأميركا ليست مستعدة له تماما .
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة التي تواجه انتخابات رئاسية قامت بتسيس أولوية صحية. ففي يوم الثلاثاء قالت الدكتورة نانسي ميسنيور، مديرة المركز الوطني للحصانة وأمراض التنفس محذرة أن وباء عالميا بات محتوما، ودعت الرأي العام الأمريكي لتحضير نفسه لأثارها.
وفي نفس اليوم قال رئيسها دونالد ترامب إن الأمور تحت السيطرة. وطلب ترامب ميزانية 2.5 مليار دولار لمواجهة كوفيد-19 وهو مبلغ أقل من ذلك الذي طلبه الخبراء، 15 مليار دولار.
وقام ترامب باختيار نائبه مايك بنس، الذي فشل كحاكم لولاية إنديانا بالرد على اندلاع موجة "أتش أي في" والتي أدت لحالات إصابة كان من الممكن منعها.
واستبعد ترامب الدكتور أنتوني فوشي، الذي يعد من أطول المدراء الذين عملوا في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. وقاد البلاد منذ عام 1984 في كل وضع واجهت فيه انتشار مرض معد.
وهناك إمكانية لأن يكون مرض كوفيد-19 مجرد اختبار نار وليس نيرانا حقيقية، فانتشاره على مستوى العالم بات حقيقة إلا أن الكثير من الأمور المجهولة حوله: فهل سيكون المرض معديا ولكن بدرجة متواضعة أو قاتلا بدرجة أقل من الفزع الحالي؟ وهل سيظهر ميلا للتراجع مع حلول المواسم الدافئة؟ وهل سيتمكن الباحثون من انتاج حقنة له بشكل سريع؟
ويقول فوشي إن لقاحا قد يكون متوفرا في شهرين وسيطرح في السوق بعد عام. وستؤدي تطورات هذه لكسر حالة الخوف حول العالم والأسواق المتراجعة بسبب انتشاره.
ولو انخفض مستوى الخوف الأشهر القادمة وهو ما لم يتوقعه الباحثون فعلى العالم تذكر ما نسيه في موجات سابقة. وهو ظهور عامل مسبب للمرض وقد يكون أكثر خطورة من الذي سبقه.
ولو كنا غير محظوظين فسيكون الأسوأ الذي تشهده الإنسانية في ذاكرتها. وما هو واضح بالتأكيد، فرغم التحذيرات في السنوات السابقة لا نزال غير مستعدين لمواجهة موجات من الأوبئة.
وفي الولايات المتحدة التي فقدت إلتزامها لمواجهة الوباء بسبب القطع في الميزانية وصعود القومية. صحيح أن تقدما قد حصل في انتاج اللقاحات وبسرعة لم يشهدها التاريخ.
ففي وقت صححت فيه منظمة الصحة العالمية الكثير من مظاهر القصور السابقة التي عرقلت ردها على موجات سابقة من الوباء. وفيما تخلت أمريكا عن دورها كقائد عالمي سارعت دول إفريقية وأوروبية لملء الفراغ الذي تركته. إلا أن كوفيد-19 يعني أن هناك الكثير مما يجب فعله.
وترى الصحيفة أن السلطات الفدرالية فشلت في الرد مباشرة على كوفيد-19 خاصة بما يتعلق بالإمدادات التي يجب توفيرها، الغذاء والدواء.
وهناك حاجة للاستثمار في وزارات الحكومة الصحية، فهي تقف على جبهة المواجهة لأي أزمة صحية. وهي تعاني من أزمة تمويل ومن ضغوط كبيرة وليس لدى الغالبية منها القدرة على الوقوف أمام وباء.
فهي لا تستطيع القيام بالتشخيص السريع ولا ملاحقة المصابين أو توعية الرأي العام ومواجهة حملات التضليل بدون تمويل وقدرات بشرية.
وتدعو الصحيفة أيضا الى تمويل الوكالات الفدرالية، فمواجهة الوباء تعني توفير اللقاحات والمواد الطبية. وهناك حاجة للتشخيص المتقدم للأمراض ولا يمكن عمل هذا بدون البحث الفدرالي والرقابة.
وتشير الى أن ترامب في كل فترة رئاسته طالب بقطع التمويل عن مراكز أبحاث السيطرة على الأمراض ومنعها وعن معاهد الصحة الوطنية. وخفض البرامج التي تقوم بدراسة الأمراض المعدية في الدول النامية بما في ذلك التي تهدف لدراسة فيروسات مثل كوفيد-19.
وثقول الصحيفة إن سياسة عزل أميركا عن بقية الدول ليست ناجعة لأن المرض لا يحترم الحدود. وأحسن طريقة لمنع الوباء القادم هي مساعدة الدول الأخرى، مهما كانت لكي تكون قادرة على مقاومة عدو مشترك قبل أن تضطر أميركا مواجهته على أراضيها.