kayhan.ir

رمز الخبر: 110180
تأريخ النشر : 2020March02 - 21:16

ما تخشاه طهران وموسكو هو تهور اردوغان


ثمة تطورات متسارعة ولافتة حدثت خلال الـ 48 ساعة الاخيرة في ادلب ادت الى تحرير مناطق مفصلية غيرت موازين القوى لصالح الدولة السورية وحلفائها على الارض وكان من أهم هذه التطورات التي لجمت التحركات التركية في هذه المناطق هو قرار الجيش السوري باغلاق المجال الجوي السوري خاصة فوق ادلب أمام أي طيران معاد يخرق أجواءها وهذا ما برهن عليه الجيش العربي السوري عملياً باسقاطه لثلاث طائرات تركية مسيرة بعد ساعات فقط من اتخاذ القرار وهو تطور لا يستهان به اضافة الى ان موسكو رفعت في نفس الوقت الغطاء الجوي عن حركة الطيران التركي فوق سوريا.

الامر الاخر والمهم الذي اصطدم العاصمة التركية واغرقها في التكفير لتصحو لاحقا الرسالة المعبرة والبليغة التي وجهها المركز الاستشاري الايراني في سوريا من موقع القوة والممسك بالزمام المبادرة الى الشعب التركي وقواته المسلحة وعوائل الجنود الاتراك بأننا "ابلغنا قواتنا بعدم استهداف القوات التركية داخل ادلب حفاظا على حياة الجنود". هذه الرسالة وما تحمله من ابعاد ستلقى صدى في الوسط التركي خاصة وان المعارضة التركية لا تترك للرئيس أردوغان أي مجال للمناورة بل على العكس ستضيق الخناق عليه.

والحدث الاخر الذي اوقف اردوغان عند حده هو فشله في تمرير تهديداته الخاوية للسوريين باخلاء المناطق التي حرروها، نهاية الشهر دون أن يستمع اليه احد وهذه انتكاسه كبيرة وفي نفس الوقت تعبر عن صلفه المرفوض عرفا وقانونا لانه انتهاك سافر لسيادة بلد مستقل وعضو في الامم المتحدة. وبعد هذه الانتكاسات المتوالية التي اضعفت مواقف الرئيس اردوغان في مواجهة الجيش السوري والحلفاء وكانت آخر عملية له في هذا المجال هزيمة المجموعات الارهابية المعززة بوحدات من الجيش التركي التي تسللت الى مدينة سراقب بعد تحريرها من قبل السوريين والحلفاء لكن سرعان ماعادت دمشق امس الاول مع الحلفاء باستعادتها ثانية وهذه ضربة مدوية ورسالة للرئيس التركي بأن زمام الامور في الميدان بات بيد المحور المقاومة وانه من الان فلا جنوده ولا ادواته من الارهابيين قادرين على مواجهة محور المقاومة بسبب الانهيارات التي اصابتهم والامر الاخر والمهم جدا هو فقدانهم للعقيدة القتالية التي لها دور كبير في مسار المعركة وانتصارها.

لكن الامر المخيف والخطير جدا الذي تخشاه موسكو وطهران على حد سواء هو انزلاق الرئيس التركي وسقوطه في الفخ الاميركي الصهيوني في حال اصراره على استمرار سياسة الاسفتزاز ضد سوريا بأمل الحصول على مكاسب في الدقيقة 90 . بعدما عجز عن الحصول عليها طيلة اكثر من 11 عام رغم وقوف كل الدول المسماة بـ "اصدقاء الشعب السوري".

ان اكثر ما تخشاه طهران وموسكو ان تستغل اميركا نقاط الضعف لدى الرئيس اردوغان لتحقيق احلامه للوصول الى القامة السلطانية بدفعه للمجازفة والمخاطرة للقيام بعمل يحقق احلامه الطوبائية وان كلفه الامر تدمير الدولة التركية وهذا ما سيتسبب بحصول فراغ كبير في المنطقة يزعزع أمنها واستقرارها وهو بالتالي سيخدم اولا واخيرا المصالح الاستعمارية الاميركية.