حيث يلقنه فيها حزب الله دروساً سيحفظها ما حَيَا
إسماعيل النجار
منذ عشرون يوماً والمعارك على أشُدِها في محيط مدينة إدلب، والمواجهات تكبُر يَوماً بعدَ يوم، إنما ما حصل ويحصل منذ خمسة أيام كانَ فريداً بنوعيته وشدتهِ وقساوته، حيث أخذت المعارك منحىً آخر بعد دخول الجيش التركي على خط المواجهات مباشرةً بكامل عتاده وأسلحته المتطورة وطائراته، وأصبح وجهاً لوجه مع الجيش العربي السوري وحلفائه من مقاتلي وحدة الرضوان في حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، ولواء فاطميُّون، والدفاع الوطني السوري.
منذ السبت والقتالُ مُستَعِر على كامل الجبهات حول إدلب، وتتركز على محور مدينة سراقب أوتستراد حلب، في أشرس معركة شهدتها سوريا منذ إندلاع الحرب يحاول الأتراك فيها رفع معنويات الارهابيين وإستعادة ما خسروه خلال الجولات السابقة في آخر محاولة من أنقرة لتثبيت واقع جديد تفرض فيهِ نفسها آمراً ناهياً على حدودها الجنوبية، وتهدف من خلالها الامساك بزوايا الاوراق التفاوضية الأربع، لكي تتمكن من إدارة المفاوضات بما يخدم مصالحها، لكنها إصطدمت بمقاومة شرسة وتصميم فريد وخصوصاً من قِبَل رجال المقاومة اللذين سطروا اروع البطولات في وجه الغزو التركي، وسجلوا صموداً رائعاً رغم فداحة الخسائر، وكانت وحدة الرضوان في حزب الله قد خاضت معارك طاحنة مع الجيش التركي وجهاً لوجه كبدته فيها ما يزيد عن 90 قتيلاً عجزَت آلة اردوغان العسكرية من سحبهم حيث تناثرت جثث قتلاهم في ميدان المعركة ولا زالت حتى الآن تشاهد بأم العين، كما عجز اردوغان واقزامه عن كسر خطوط الدفاع التي تمسك بها الرضوان رغم كثافة النار، والموجات الضخمة من الانغماسيين والمفخخات، ورغم خروج سلاح الجو الروسي من السماء لأسباب غير معروفه!
وما لبثت أن عادت للعمل منذ قليل قبل كتابة التقرير.
اردوغان يحاول فرض شروطه وإملائاته على موسكو التي رفضتها وقررت تلقينه درساً لن ينساه، لكن صمود مقاتلي حزب الله الفريد في المعركة منذ السبت في وجه جيش تركيا الكبير يعتبر مدرسة عالية المستوى سيتعلم منها اردوغان وجيشه دروساً في الرجوله على ايدي رجال الله من وحدة الرضوان المجاهدة.