اردوغان يتأبط شراً
لم يكد يمر وقت طويل لكي تنكشف مآرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الامبراطوية العثمانية للاستحواذ على مناطق تابعة للسيادة السورية بدعوى حماية النازحين تارة ومحاربة الارهابيين تارة اخرى!!؟
فمع انهيار قوات الجماعات التكفيرية المسلحة في ادلب وسراقب نتيجة لضربات جيش الدولة السورية وقوات المقاومة الحليفة له، كشّر اردوغان عن أنيابه وطفق يتمرد على مضمون اتفاقيتي (سوتشي) و(آستانا) اللتين حددتا لانقرة نقاط مراقبة ميدانية في مناطق المواجهات دون ان تخولاها الدخول طرفاً مباشراً في النزاع الجاري.
وصرح المركز الاستشاري الايراني في سوريا (بانه تم الامتناع عن استهداف القوات التركية داخل إدلب حفاظا على حياة جنودها لكن الجيش التركي مازال يواصل القصف المدفعي على نقاط الجيش السوري ومواقع جبهة المقاومة).
لكن ما كان مثيراً للدهشة ان الرئيس التركي طالب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي بعدم التدخل فيما بينه وبين دمشق حتى تخوض تركيا الحرب على سوريا مدعيّاً انه يقوم بذلك استجابة لطلب الشعب السوري!!؟
يتضح مما مضى ان اردوغان يتأبط شراً وهو عازم على تفجير المناطق السورية المحرّرة من جديد تحت ذرائع واهية وبعيدة عن المنطق.
لقد كان واضحاً ان الرئيس التركي يؤدي منذ البداية دوراً اساسياً في اسناد عصابات جبهة النصرة واخواتها، لكنه اصبح الآن يستخدم طيرانه ومدفعيته الثقيلة في شمال غرب سوريا وهو ايضا لا يكتم هدفه في اسقاط العاصمة دمشق.
مما لاشك فيه ان هذا هو هجوم تركي سافر على السيادة السورية المعترف بها اقليميا وعالميا، كما انه نقض فاضح لاتفاقيات سوتشي وآستانا التي التزمت بها قوات جبهة المقاومة وحقنت بها حتى الان دماء الجنود الاتراك الذين كانوا في مرمى هذه الجبهة، ومع ذلك فانها حافظت على ضبط النفس.
ان سلوكيات السيد رجب طيب اردوغان وتصريحاته المتغطرسة تعبران عن استخفاف مشين بقدرات الدولة الوطنية السورية والقوى المقاومة المتحالفة معها وكأن لسان حاله يقول: (بان لا احد يستطيع ان يفلت من بطشه) مُراهنا في ذلك على عضوية تركيا في حلف شمال الاطلسي ومتطلعا الى تدخل اميركا لصالحه في هذه المعمعة.
بيد ان عليه يعي حقيقة بيان المركز الاستشاري الايراني الذي (اكد على استمرار وقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب الشعب والدولة والجيش في سوريا) وهو بيان صريح لا يسمح لتركيا بان ترسم حدود منطقة شمال غرب سوريا وفقاً لاجنداتها الجوفاء.
ان طهران حريصة على كامل السيادة السورية وقد اعلنت ذلك مرارا وتكرارا، وهي تدعو الشعب التركي الى ثني حكومته عن توجهاتها السلطوية، لان العالم الاسلامي لا يتحمل مزيدا من الصراعات والازمات التي تخدم البرامج الاستكبارية الصهيواميركية.
على تركيا ان تحتكم الى لغة العقل، وعدم الانجرار الى فخ الصهيواميركي لتوتير الاوضاع في المنطقة الذي لن يعود بالنفع على الامة الاسلامية خاصة ونحن الان في رحاب شهر رجب الاصب ومقبلون ان شاء الله تعالى على شهري شعبان ورمضان المباركين وهو ما يستدعي تنقية القلوب والنفوس من الاحقاد والسعي لكل ما يؤدي الى عزة الاسلام والمسلمين.