ديتمار هوب.. رجل الخير ومُوحّد جماهير البوندسليجا على عداوته
كان ديتمار هوب الاسم الأكثر رواجًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية داخل ألمانيا، عقب مباراة هوفنهايم ضد بايرن ميونخ، السبت، في الجولة الـ24 من الدوري الألماني.
المباراة توقفت مرتين بعدما أصر الحكم على إنزال جماهير بايرن لافتات مسيئة لديتمار هوب، مالك هوفنهايم، لتمضي الدقائق الأخيرة من اللقاء بشكل ودي، بعدما تبادل الفريقان تمرير الكرة فيما بينهما حتى انتهاء الوقت الأصلي بفوز الفريق البافاري (6-0).
فمن هو هوب؟
صاحب الـ79 عامًا هو أحد أشهر رجال الأعمال في ألمانيا، وهو مؤسس إحدى شركات البرمجيات الشهيرة، وهي الأكبر بأوروبا في هذا المجال والثالثة على مستوى العالم.
نشأ هوب في قرية هوفنهايم، الواقعة بين مدينتي هايدلبرج وهايلبرون، التي لا يتجاوز عدد سكانها 3500 نسمة، وقد لعب في شبابه ضمن صفوف فريق القرية "هوفنهايم".
وفي عام 1972، قرر تأسيس شركة رفقة 4 من زملائه بعد عمله لسنوات في مجال تطوير البرامج، والتي كانت بداية نجاحه الحقيقي، خاصة بعد دخولها سوق البورصة.
وتبلغ ثروة هوب حوالي 15.9 مليار دولار، لكنه قرر عام 2006 تخصيص حوالي 70% منها لمؤسسة خيرية تحمل اسمه، لدعم البرامج الرياضية، الطبية، التعليمية والاجتماعية.
كما وجه أمواله أيضًا لخدمة المجتمع عبر شركات تقنية ناشئة، كانت تُجري أبحاثًا في علاج ومحاربة أمراض السرطان والشيخوخة، إلى جانب تقديم الإعانات للجامعات والمستشفيات والمدارس ودور المسنين وبعض النشاطات الرياضية.
بعد سنوات طوال على خوضه تجربة قصيرة كلاعب في هوفنهايم، قرر هوب ضخ جزء من أمواله في النادي كمستثمر عام 2000.
وبعد انضمام هوب لملاك هوفنهايم، بدأ الفريق في ترك الدرجات الأدنى والتقدم تدريجيًا على مدار سنوات، حتى تعاقد مع المدرب الألماني رالف رانجنيك في صيف 2006.
وفي غضون فترة قصيرة، استطاع رانجنيك -الذي لهث هوب خلفه لفترة طويلة من أجل إقناعه بتدريب الفريق- أن يصعد به لأول مرة في تاريخه لدوري الدرجة الثانية الألماني بموسم 2007-2008.
وفي الموسم التالي، حقق هوفنهايم حلم جماهيره ومالكه بالصعود لأول مرة في تاريخه للبوندسليجا، لينجح الفريق في لفت الأنظار إليه منذ ظهوره الأول، باحتلال صدارة جدول الترتيب وتتويج نفسه بطلًا للشتاء، قبل أن يخسر اللقب في الدور الثاني.
ولم تكن جماهير بايرن ميونخ أول المهاجمين والمسيئين لمالك هوفنهايم، بل سبقها مشجعو بوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنجلادباخ وغيرهم.
وقرر الاتحاد الألماني لكرة القدم الأسبوع الماضي حرمان جماهير دورتموند من التواجد بملعب راين نيكار أرينا في الموسمين المقبلين، بسبب هتافاتها ولافتاتها المسيئة لمالك هوفنهايم.
ولم يقترف هوب ذنبًا عظيمًا، إلا أن الجماهير حولته إلى عدوها الأول بعدما انتقد المشجعين المعارضين لإلغاء لائحة (50+1)، الملزمة للأندية باحتفاظ الجمعيات العمومية بنسبة 51% من أسهم النادي، والباقي للمستثمرين.
وبعدما تصدر هوب المشهد بانتقاده الجماهير المعارضة لإلغاء هذه القاعدة، بات العدو الأول لها، إذ يرى المشجعون أن استحواذ رجال الأعمال والملاك على غالبية الأسهم لا يصب في صالحهم.
فاستحواذ المستثمرين على غالبية الأسهم يمنحهم فرصة التحكم في قرارات مصيرية بالأندية، مثل تغيير الاسم والشعار وكذلك تحديد أسعار التذاكر وكافة الأمور التي تمس المشجع مباشرة، وهو ما تخشاه الجماهير.
كما يرى بعضهم أن صعود هوفنهايم للبوندسليجا سببه الأول هوب، الذي لولا أمواله لما كان الفريق يلعب بين الكبار في الوقت الراهن.
وتخشى الجماهير أيضًا أن تسير باقي الأندية على نهج هوفنهايم ولايبزيج، بتحولها لأندية استثمارية، مما يجعل المُلاك أكثر سيطرة وتحكمًا في الأندية على حساب المشجعين.