kayhan.ir

رمز الخبر: 108979
تأريخ النشر : 2020February09 - 21:27

الموقف الكويتي انتصار سياسي لفلسطين


مهدي منصوري

شنت السعودية هجوما لاذعا على رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم بعد تمزيقه اوراق صفقة القرن الاميركية التي شكلت انحيازا كاملا الى "تل ابيب" مقابل اجحاف كبير بحقوق الفلسطينيين. وقد جاء هذا الهجوم من خلال مانشره رئيس تحرير ايلاف الالكترونية الصحفي السعودي عثمان العمير المقرب من الديوان الملكي السعودي والذي وصف تصرف المرزوق بالهمجي. بينما وفي الطرف المقابل اشاد بموقف حكام السعودية من الصفقة الذين سارعوا بالاشادة والتقدير لجهود المهبول ترامب في صفقة القرن بعد ساعات من اعلانها داعية وزير خارجيتها الى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة كما ذكرت وكالة الانباء السعودية.

اذن فانه ليس من المستغرب ان تستهجن السعودية تصرف رئيس مجلس الامة الكويتي لانها كانت صاحبة اليد الطولى في هذا الامر خاصة وان مواقف الرياض ضد الفلسطينيين لا يمكن اخفاؤها او تغطيتها بغربال وان الوثائق تؤكد ان الرياض هي التي تدفع بتل ابيب بالهجوم والعدوان على غزة بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية التي تراها عقبة كاداء امام تنفيذ مشروعها بتوفير الامن المستديم للكيان الغاصب على حساب دماء الشعب الفلسطيني.

وقد شكل الموقف الكويتي وفي مؤتمر البرلمانات العربية صفعة قوية لكل الدول التي هرولت نحو التطبيع مع الكيان الغاصب واعطت رسالة قوية ان هذا الامر لايمكن ان يتحقق وان الطريق لم يكن معبدا او مفروشا بالورود امام هذه الدول.

وهناك ملاحظتان مهمتان تفرضان نفسيهما بعد الموقف الكويتي الرافض لصفقة القرن الاول ان يجسد هذا الامر عمليا وان لا يبقى حبيس الاعلام المصور وان تقوم الكويت وبالتنسيق مع بعض الدول الاخرى التي صفقت والعنت تاكيدها في المؤتمر لتشكيل جبهة قوية للتصدي الى هذا المشروع والعمل على افشاله خاصة وان الامر لم يكن صعبا بل ان كل الشعوب في المنطقة ترفض رفضا المشاريع الاميركية التي تصب في صالح الكيان الغاصب والتي تريد ان تضع الفلسطينيين في كانتونات جديدة شبيهة لكانتونات الاسرى وان تسحب منهم قدرتهم البشرية والتسليحية التي يمتلكونها اليوم والتي استطاعت وبمقاومتها البطلة ان تسلب الامن والاستقرار من الصهاينةالمجرمين.

والثاني فان التصرف الكويتي هذا يعد موقفا صريحا وواضحا للرفض القاطع بصفقة القرن واسنادا قويا للفلسطينيين بالاستمرار في وجودهم على ارضهم المقدسة، ومن الواضح جدا ان المشروع الاميركي الصهيوني قد واجه ومنذ الوهلة الاولى الرفض القاطع وهو عامل مساعد وقوي لتشكيل جبهة اقليمية ودولية لان لا تجد هذه الصفقة طريقها للتنفيذ.

اما الدول الجبانة والمتخاذلة والتي وضعت اقدامها في ركاب اميركا عليها ان تدرك ان غضبة الشعوب لن ترحم لانه لايمكن ان يضطهد اخوانهم الفلسطينيون وتسل حقوقهم من قل اعدائهم وهم يسكتون على ذلك، ولذا فان هذه الشعوب سيكون لها موقف غاضب ضد اولئك الحكام الخونة الذين باعوا انفسهم للاميركان والصهاينة بثمن بخس وعلى حساب دماء الشعب الفلسطيني الطاهرة.