kayhan.ir

رمز الخبر: 108797
تأريخ النشر : 2020February05 - 20:46

الامام الخامنئي واسقاط "صفقة القرن"

في الوقت الذي تنكّر النظام الرسمي العربي للقضية الفلسطينية مذعنا لما يسمى بـ "صفقة القرن" المشؤومة، ركّز قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) غالبية حديثه للجمهور الغفير الذي احتشد امس الاربعاء في حسينية الامام الخميني (قدس سره)، على قضية فلسطين مشددا على التزام طهران اللامحدود بدعم الفصائل الفلسطينية المقاومة للمؤامرة الاميركية ـ الصهيونية الساعية الى ابتلاع الحقوق المغتصبة لشعب هذه الديار المؤمنة.

لقد جدّد سماحة السيد القائد رسم ملامح المرحلة القادمة على مستوى مستقبل الصراع الاسلامي ـ الصهيوغربي مؤكداً على (ان صفقة القرن الاميركية ستموت قبل موت دونالد ترامب)، معلنا ان (مواجهة هذا المشروع تتم فقط عبر الصمود والجهاد البطولي للشعب الفلسطيني وفصائله المسلحة، وهو ما يتطلب ان يحظى بدعم العالم الاسلامي للمجاهدين).

الإمام الخامنئي الثائر عبر حياته الشريفة يرفض رفضاً باتا منطق الاستسلام الذي يراهن عليه الاستكبار العالمي، لاخضاع ابناء الامة الاسلامية وفرض الاملاءات والسيناريوهات العقيمة عليهم. فسماحته يشير الى ان (الضجيج المثار من اجل تمرير صفقة القرن الخبيثة والفاشلة، لن يحقق مآربه، باعتبار ان فلسطين هي ملك للفلسطينيين، وانه لا يحق لاحد سواهم اتخاذ ايّ قرار بشأن قضيتهم، وازاء ذلك فإن المراهنة على الدعايات الصاخبة في هذا الاتجاه هي حماقة مقرونة بخبث).

وهنا نحد انفسنا مطالبين اليوم اكثر من اي وقت مضى بتبني خيار المقاومة والتحدي في مواجهة الضغوط الاميركية المتزايدة لتكريس لغة البلطجة والاستخفاف بمقدرات الامم والشعوب.

الخطاب المقاوم ينبغي ان يكون شعار المرحلة الراهنة بعد تغير موازين القوى وبروز معادلة الرعب في عملية التصدّي للعدو الاسرائيلي المحتل الذي تلقى خلال العقدين الماضيين الضربات القاصمة التي فضحت جبنه وهشاشة اسطورة جيشه الذي قيل بانه "لا يقهر".

وها هو الصهيوني الحاقد نتنياهو يحشد الان كل إمكانياته السياسية والدعائية والنفسية لتكريس روح الهزيمة والانكسار والمذلة في نفوس شعوب العالم الاسلامي، مستقويا بالوعود الاميركية الحمقاء التي اطلقها المعتوه دونالد ترامب في اطار صفقة الوهم والضحك على الذقون.

انّ الجنوح للغة القوة واستعراض العضلات كان وما يزال سمة الخطاب الاميركي على مرّ العقود السبعين الماضية، وكان ذلك ينطلي على الانظمة الرسمية التي جعلت من واشنطن إلها مسيطراً على جميع اوضاع حكوماتها وشعوبها، الامر الذي جيرّته الولايات المتحدة دائما لصالح التفوق الصهيوني المزعوم، والذي دحضته المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين وجعلت من الكيان الغاصب اضحوكة يتندر بها الاطفال واليافعون في العالم الاسلامي.

ويعترف المطّلعون على تطورات الاحداث في منطقة غرب آسيا بأنّ القرن الحادي والعشرين هو قرن الانطلاق نحو تقويض معاقل المشروع الاستكباري الهيمني الذي بات مسكونا بهاجس الخوف والفزع من تنامي قوى ومواقع تضحوية ذات تاثير بليغ في تحولات الشرق الاوسط ان الجمهورية الاسلامية قيادة وحكومة وشعبا وقوات مسلحة تمثل اليوم القلعة الحصينة التي يحتمي بها المقاومون الرساليون الذين لن يدخروا شيئا ابدا لتحرير الارض والانسان من قبضة القوات الغازية والمحتلة القادمة من وراء المحيطات والتي راحت تمني النفس ان تحقق زوابعها السياسية وآخرها "صفقة القرن" نتائجها المرجوة، ولكن هيهات ان يكون لهم ذلك وثمة مقاومة باسلة تواصل نهج التضحية والجهاد ويحدوها الامل الكبير بان تتطهر فلسطين والقدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك من رجس شداذ الافاق الذين يتحكمون بهذه الارض المحتلة بلغة الحديد والنار ويرتكبون ابشع الجرائم التي يندى لها الجبين لتطويع اهل هذه الديار المقدسة وجميع الشعوب الاسلامية الكريمة.