kayhan.ir

رمز الخبر: 107746
تأريخ النشر : 2020January17 - 20:05

هل يسحب ترامب قواته من العراق قبل الإنتخابات؟: سيناريو ووقائع


د.جواد الهنداوي

كل ما يتخذه الرئيس الأميركي من قرارات سياسية او عسكرية تجاه العراق وإيران و المنطقة ،موزون بمعيار فوزه في الانتخابات الأميركية القادمة، وقبل نهاية هذا العام، ومدروس بحساب تلقيه الدعم الصهيوني العربي و المسيحي.

عملية الاغتيال التي نُفذتْ بأمره في بغداد تندرجُ في إطار حساباتهِ الانتخابية وحرصه على ضمان دعم اللوبي الصهيوني وارضاء نتنياهو. وعجبي على مَنْ يستغرب ويتساءل ( وهمْ من مستشاري وكادر الرئيس )، كيف وافق الرئيس ترامب على سيناريو الاغتيال ولماذا الآن؟

انها الانتخابات الأميركية، يهون لأجلها كل شي، ويتحرر الرئيس ترامب مما بقي عنده من قيم!

توقيت الاحتجاجات والتظاهرات في العراق، ومساراتها في الاستمرار و التصعيد مبرمجة ،هي أيضاً، على وقع واستحقاقات الانتخابات الأميركية.

يسعى الرئيس ترامب في حرثهِ لساحة المنطقة و تقليب ملفاتها الى الوصول الى نتائج ومُخرجات لصالحه، ويسوقهّا للشعب الأميركي كمنجزات تأريخية: يقول تخلصنّا من سليماني لانه يعُّد لتفجير سفارات اميركية، ولكي يصبحُ الشعب الأميركي اكثر أمنًا! والجميع، و منهم مقربون من الرئيس ترامب، يدركون بأنَّ أدعاءات الرئيس كذب و هراء .

سيعتبر وسيسوّق الرئيس ترامب التغيير الحكومي المرتقب و أيّ تغيير سياسي أخر في العراق انجازاً له ، وسيبذل ما بوسعهِ ووسع إداراته الى التأثير في المسار السياسي بما يضمن مصالحه الانتخابية ومصالح اسرائيل . أوَلمْ يفصح الرئيس ترامب عن رفضه لقرار مجلس النواب العراقي الداعي الى انسحاب القوات الأميركية ؟ أَولمْ تشكك بعض الدوائر الأميركية الرسمية بشرعية قرار مجلس النواب لانه جاء بمقاطعة المكوّن السني والكردي لجلسة مجلس النواب؟

الأشهر المقبلة، وقبلَ يوم الانتخابات، هي الفترة المناسبة لرحيل القوات الأميركية، وينبغي ، من الآن، الإسراع في تطبيق قرار مجلس النواب، واتخاذ الإجراءات الحكومية . قد يرغب الرئيس ترامب بأنْ يكون الانسحاب قبيل الانتخابات كي يعتبره انجازاً وطنياً للشعب الأميركي بالحفاظ على ارواح الجنود الأميركين ، و وفاء منه لتعهداته السياسية التي أعلنها للاميركيين قبل رئاسته .

مِنْ الآن ينبغي تفعيل مساريّن لتحقيق هدف اخراج القوات الأميركية و الأجنبية : المسار السياسي والدبلوماسي وهو على عاتق الحكومة و مجلس النواب، وقوة هذا المسار و شرعيته تتجسدان في قرار مجلس النواب، و المُتخذْ تحت قبة البرلمان، وليس في الجلسات الخاصة و المغلقة لبعض البرلمانيين او السياسين، او في الجلسات الخاصة التي تجمع بعضهم بالسيد بومبيو ( وزير خارجية امريكا ) ، كما وردَ في حديث للسيد الوزير ، في منتدى في جامعة ستانفورد ،بتاريخ ٢٠٢٠/١/١٣ ، قال فيه :" ان القادة السياسين في العراق ، وعند لقائهِ بهم في جلسات خاصة ، يعربون عن رغبتهم في أبقاء القوات الأميركية ."

و المسار الثاني هو المسار الشعبي عبر احتجاجات و تظاهرات سياسية و فعاليات ، و هنا أيضاً يأتي دور منظمات المجتمع المدني و مراكز البحوث و الدراسات ، والمرجعية الرشيدة في توظيف خطب الجمعة نحو تحقيق هدف الشعب بإخراج القوات الأجنبية ، و احترام سيادة العراق .

لتكن جهود المواطنين وجهود منظمات المجتمع المدني ، وتوجيهات المرجعية موظّفة نحو استكمال استقلال وسيادة العراق ، و القضاء على الفساد وتعزيز كيان الدولة . لا يمكن تعزيز كيان الدولة مالمْ تنلْ الدولة سيادتها و استقلالها .

للشعب حقٌ في ممارسة كل الطرق الشرعية و القانونية في فرض ارادته في اخراج القوات الأجنبية ، و الوقت المناسب هو الآن .