kayhan.ir

رمز الخبر: 102978
تأريخ النشر : 2019October21 - 20:36

مهدي منصوري

السياسات والقرارات الارتجالية وغير المنضبطة التي اتخذها ويتخذها ترامب وعلى مدى تسنمه زمام رئاسة اميركا خلقت من حالة الارباك ليس فقط في الداخل الاميركي بل في مختلف دول العالم بحيث خلط الاوراق و بصورة قد يصعب ترتيبها من جديد ووصل الامر الى انه حتى المتحالفين مع الولايات المتحدة من الدول والذين يسايرونها في خطواتها قد التبست عليهم الامور بحيث لا يدرون هل يؤيدون او يرفضون خيارات ترامب اللا معقولة والتي لا تنسجم مع ابسط قواعد العلاقات الدولية، ولا نريد ان نخوض في تفاصيل الامور الا انه والذي نريد ان نؤكده ان ترامب اليوم يعيش في حالة من الاضطراب خصوصاً وان عدم مسايرة الدول له جعلت اميركا وحيدة في الميدان مما انعكس وبصورة ظاهرة على تصرفاته وسلوكيته وتصريحاته ومواقفه التي تعكس انه غير معني بما يجري خاصة بعد الاخفاقات المتكررة والتي لن تجد رداً قاطعاً من اميركا في استهداف الطائرة المتطورة وضرب ارامكو والتي لم تقع في تصور وحسبان ليس فقط اميركا بل العالم اجمع عكست حالة الضعف والعجز الكبير لهذه الدولة العظمى تجاه هذين الحدثين المهمين، والمسألة الاخيرة والمهمة هو قراره المفاجئ بانسحاب قواته من الاراضي السورية وترك الامر على الغرب و توريط تركيا في معالجة اخطائه الكبيرة التي لا تغتفر وهي احتضانه لداعش الارهابي والذي كان يعتقد بانه الدرع القوي الذي يستطيع ان يحتمي به في انجاز مؤامراته ضد العالم والمنطقة . وقد ترك هذا الامر اثره السيئ على ربيببة اميركا المدللة "اسرائيل" والذي اعتبرت قرار الانسحاب قد وضعها في دائرة الخطر الكبير وانعكس الامر بوضوح من خلال ما ينشره الاعلام الصهيوني من تحاليل وتقارير تبرز الحالة المأساوية التي يعيشها الصهاينة. وقد قال خبراء في المجال الامني في تل ابيب "ان التخوف الاسرائيلي يكمن في ان ادارة الولايات المتحدة للتطورات الامنية والعسكرية في المنطقة ستؤدي الى زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط خاصة الانسحاب الاميركي من شمال شرق سوريا مما يجعل، المنظومة الامنية الاسرائيلية تشعر بتراجع قوة الردع" .

وقد رأى الكاتب المخضرم في صحيفة "معاريف الصهيونية" ران اوليست "ان السبب الرئيسي الذي يدفع المواطن في كيان الاحتلال الاسرائيلي لاحتقار رئيس الوزراء نتنياهو ينبع من الهزائم القبيحة والدنيئة في جميع الجهات".

وعلق الخبير العسكري في معاريف "ان القلق الاسرائيلي يتمثل بعدم جاهزية الادارة الاميركية بمواجهة تطورات سياسية وعسكرية وامنية كبيرة قد تترك تأثيرها على المدى البعيد في المنطقة. وبدوره وصف "آفي بنياهو" الناطق العسكري الاسرائيلي الاسبق "ان ترامب ياخذ الشرق الاوسط واسرائيل الى رحلة جبلية عبر الدراجات".

اذن وفي نهاية المطاف ومما يمكن الاشارة اليه ان تخبط ترامب في سياساته قد وضع ليس فقط اميركا بل العالم امام مفترق طرق، ولذا فان الحل الوحيد في خروج العالم من هذه الحالة الارباكية هو الدفع نحو عزله وطرده من سدة الحكم لكي تعود الامور الى اوضاعها ضمن سياسة تقوم على احترام الدول بعضها للبعض آلاخر من دون تهديد.

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: