طهران - كيهان العربي:- اكد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ان حرب تموز عام الفين وستة على لبنان كانت معدة مسبقاً من قبل كيان الاحتلال الصهيوني الذي انتهز فرصة التواجد العسكري الاميركي في المنطقة.
وفي أول مقابلة متلفزة له مع مركز حفظ ونشر آثار سماحة القائد الخامنئي، شدد اللواء سليماني على ان خطوات حزب الله من خلال استخدام الأسلحة السرية التي كانت آنذاك ضد البوارج الحربية الصهيونية ودبابات الميركافا أدت الى انتهاء الحرب، مشيراً الى ان من أهداف هذه الحرب كان التغيير الديمغرافي في جنوب لبنان.
كما اعتبر اللواء سليماني ان الشهيد القائد الحاج عماد مغنية كان لواءً بالمعنى الحقيقي للكلمة، وشبيهاً بمالك الأشتر.
وكشف قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ان الشهيد عماد مغنية القيادي في حزب الله قام بعمليات عسكرية ناجحة داخل الاراضي المحتلة.
وقال: تولى الشهيد عماد إدارة الكثير من المهمات والساحات الصعبة، كانت إدارة هذه العمليات الخاصة على عاتقه، وكان يشرف عليها ويديرها عن قرب وقد نجحت عملياته، واستطاع في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أن يهاجم عربة للكيان الصهيوني ويأسر منها شخصين وهما جريحان.
واضاف: لقد كانت هذه ثلاث عمليات ولم تكن عملية واحدة: أولاً كان الأساس هو التخطيط. وثانياً اجتياز أسلاك شائكة مكثفة جداً وعالية وواسعة للكيان الصهيوني والوصول، لأن العمليات لم تكن مجرد ضرب وتدمير إنما كان ينبغي حصول حالة عبور والذهاب الى الجانب الآخر والإتيان بأسرى، لذلك ينبغي العمل بكل دقة من أجل عدم مقتل الأشخاص داخل العربة. وثالثاً كان يجب العمل بمنتهى السرعة وخلال دقائق فقط ولم يكن بالإمكان إطالة الأمر لربع ساعة أو نصف ساعة، بل كان الأمر بالدقائق والثواني ، كان ينبغي العبور بسرعة وقبل أن يصل الأعداء، وعادة ما كانت المسافة الفاصلة بين العدو ونقطة العمليات عدة دقائق، هذا عن المسافة البرية، أما المسافة الجوية فهي أسرع من هذا بكثير وكان يمكنه الوصول والاستيلاء على الأسرى والعمليات الثالثة هي الوصول بهم إلى منطقة آمنة بسرعة وفي مأمن من تهديدات العدو.
واكد قائد فيلق القدس لحرس الثورة الاسلامية انه عندما حصل الانفجار الكبير الذي اطلق عليه حرب تموز او حرب الـ 33 يوماً من العدوان الصهيوني على لبنان، في اليوم الأول لوقوع الاعتداء استطاع الدخول الى لبنان والخروج منها عبر سوريا.
واستعرض خلالها كيف دخل الى لبنان الذي كان عرضة لقصف مستمر من قبل المقاتلات الصهيونية والتي ما كانت تترك منطقة آمنة ولا للحظة واحدة.
واضاف قائلا: كانت كل الطرق الى لبنان عرضة للقصف والهجمات وخصوصاً الطريق الوحيد الرسمي للدخول والذي يسمى المصنع وهو المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا، اتصلنا بأحد الأصدقاء عن طريق خط آمن، بعدها جاء القيادي في حزب الله الشهيد عماد مغنية وأخذني من سوريا إلى لبنان عن طريق آخر يجب أن نقطع جزءا منه مشيا على الأقدام وجزء آخر منه بالسيارة، كان تركيز الاحتلال في عدوانه خلال تلك الأيام لا يزال على البنايات الإدارية لحزب الله وفي منطقة الجنوب غالباً وأحياناً في مناطق في الوسط والشمال.
واكد اللواء قاسم سليماني، ان قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي كان أوصى اللبنانيين بقراءة دعاء جوشن الصغير، لما كان له طابع معنوي روحي إبان حرب تموز الضروس.
وقال: ان الدعاء المعروف لدى الشيعة هو دعاء الجوشن الكبير، اما دعاء الجوشن الصغير فليس معروفاً كثيراً بين عامة الشيعة على الأقل. وقد يختلف الأمر بالنسبة للخواص.
واضاف، أوضح السيد القائد بأنه يجب ألا نتعجب من هذه التوصية بقراءة دعاء جوشن الصغير، كما يتعجب البعض حين يقال له إقرأ سورة الإخلاص أربع مرات أو سورة الفاتحة لكي تُحلّ القضيّة، أن دعاء جوشن الصغير هذا يمثل حالة الإنسان المضطر، الإنسان الواقع في حالة اضطرار شديد ويريد التكلم مع الله، هذه حالة إنسان مضطر.
واستطرد قائلا: في اليوم نفسه عدت الى طهران مساء وعدت ثانية الى سوريا، كنت أحمل شعوراً طيباً جداً، أي إنني كنت أحمل شيئاً ربما كان أثمن من أي شيء آخر بالنسبة للسيد نصر الله، وجاء عماد مرة أخرى وعدنا في ذلك الطريق، وذهبت إلى السيد نصر الله ورويت له الأمر، وربما لم يكن أي شيء آخر مؤثراً في معنويات السيد نصر الله مثل تلك الكلمات أولاً لديه خصوصية لم يصل أي واحد منا إليها بنفس تلك الدرجة، وأظن أننا يجب أن نذهب ونتعلم دروس الولاية منه، لديه إيمان وعقيدة راسخة بكلمات سماحة السيد القائد، ويعتبرها كلمات إلهية غيبية، لذلك يهتم اهتماماً شديداً بأية كلمة أو عبارة تصدر عن سماحة السيد القائد، ويعتني بها عناية كبيرة.
ولفت اللواء سليماني، حينما أوضحت رسالة السيد القائد للسيد حسين نصر الله، فرح كثيراً بها، وذاع بين كل المجاهدين بسرعة قول السيد القائد بأن الانتصار في هذه الحرب سيكون مثل الانتصار في معركة الخندق، أي أن فيها شدائد وصعوبات كثيرة لكنها ستنتهي بنصر كبير. انتشر هذا الرأي والبشارة بين المجاهدين بدءا من الذين كانوا في نقاط التماس المتقدمة أمام العدو ووصولاً إلى سائر صفوف المجاهدين".
واوضح، لقد انتشر دعاء جوشن الصغير انتشاراً كبيراً لما فيه الكثير من المفاهيم العرفانية والروحية القيمة وربما أمكن القول إنه من أفضل الأدعية في مفاتيح الجنان ويتضمن مفاهيم معنوية عبودية كثيرة.
واشار الى ان قناة "المنار" كانت تبثه باستمرار بصوت حسن وحزين جداً، وكانوا يقرأونه في الساحة المسيحية أيضاً، لأن الدعاء دعاء إلهي عرفاني لا يختص بطائفة دون غيرها، وكل من له عبودية لله وتعبده لله وإيمانه بالله وبالقدرة الإلهية سيؤثر فيه هذا الدعاء؛ وقد أثر كثيراً وقد أصبح هذا الشيء بداية لانطلاقة جديدة ويتسنى القول إنه كان بمثابة دماء جديدة تضخ في وجود حزب الله ليستطيع بأمل أكبر وبثقة بالنفس أكبر أن يواصل المعركة مع العدو.