الرياض صعقت فرفعت الراية البيضاء
بعد زلزال آرامكو الذي ضرب عصب الاقتصاد السعودي وهكذا بعد عملية "نصر من الله" التي صدمت العالم و صعقت الرياض لدرجة انها دخلت غرفة العناية الطبية ولم تبدأ لحد الان أي رد فعل تجاه مثل هذه العملية العسكرية المعقدة والضخمة التي كانت نتائجها بالنسبة لها كارثية حيث سقط آلاف القتلى والاسرى وتم تحرير ما يقارب الـ 400 كيلومتر مربع من الاراضي اليمنية، جاء التحرك اليمني الآخر ومن موقع القوة ومن يمسك بزمام المبادرة بالاعلان ومن جانب واحد عن اطلاق سراح 350 اسير ومحتجز بين سعودي ومرتزق كبادرة حسنة نية ليفهم عدوه السعودي انه قد خسر جميع اوراقه ولم يعد يملك شيئا يفاوض عليه فما يبقى امامه اي خيار الا ان يجنح للسلم ويبادر بخطوة مماثلة لكن حتى الساعة مازالت الرياض في غرفة العناية ولم يصدر منها شيء في هذا المجال. لكن هذا السكوت المريب كان طبيعيا للمتابعين لان مثل هذه العملية شكلت كابوسا للنظام السعودي حيث كشف ظهرها تماما على انه نظام هش وهزيل مع انه ثالث دولة في العالم من حيث مشترياته للاسلحة، الا انه ينهار ميدانيا فجأة وبهذا الشكل المريع.
فبعد هذه الانهيارات المتسارعة للنظام السعودي وخاصة لمحمد بن سلمان الذي يتحمل شخصيا مسؤولية كل ذلك، يبدو انه تلقف الرسالة ولم يكن امامه سبيل سواء الاستقالة او الانتحار، لكنه اقتدى نهج سيده الاميركي حين تحدث الى محطة الـ "سي بي اس" الاميركية بانه يريد الحل السلمي ولا يريد الحرب مع ايران.
ولو لا عملية "نصر من الله" ونتائجها العظيمة التي صدمت ودهشت جميع المراقبين عسكريين وغير عسكريين وما وقع من صدى مروع في القصور الملكية، لما رفع محمد بن سلمان المكابر والمتعنت الرآية البيضاء لان جميع الطرق اصبحت موصودة امامه. فمن لا يذكر ما قاله هذا الموتور والجاهل في السياسة والميدان عام 2017 باستبعاده أي امكانية للحوار مع ايران وانه سينقل المعركة الى داخل ايران ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية.
ولو لا هذه العملية التي هزت النظام السعودي من الاعماق لما سقطت اوهام بن سلمان ليقول لمحطة الـ" سي بي اس" باننا منفتحون على جميع مبادرات السلام ومنها المبادرة اليمنية، لذلك لم يبق امامه طريق سوى البحث عن طوق نجاة ينقذه من كل ما لحق بالمملكة التي كانت يوما عبر المال الحرام تقود العالم العربي والاسلامي وتخضع حتى قادة الغرب واميركا لدعم سياساتها المستبدة والدكتاتورية تجاه شعبها وشعوب المنطقة لكنها اليوم اصبحت وحيدة مكشوفة في الساحة بلا حلفاء وداعمين ولم يكن هناك من ينقذها من هذه المهلكة التي ورطت نفسها فيها. طبعا هذا من جهة، ومن جهة الثانية فانه فاقم الصراع داخل العائلة من خلال ممارساته وتصرفاته السيئة للغاية بحق الامراء من ابناء عمومته وما فعله في "الريتز كارلتون" وهذا ما سيفجر الوضع قريبا من خلال مسلسل الثار والانتقام الذي ستشهده المملكة، فهل سينجو محمد بن سلمان من هذه المعمعة ام سيدفع حياته ثمنا لها فهذا ما ستخبرنا به الايام القادمة.