kayhan.ir

رمز الخبر: 101799
تأريخ النشر : 2019September29 - 21:50

مهزلة تضحك حتى الثكالى

مهزلة ما افظعها وما اقبحها ان يهدد الاتحاد الاوروبي ايران فيها اذا نفذت الخطوة الرابعة من خفض التزاماتها النووية فانها ستنسحب من خطة العمل المشتركة وانها ستحيل ملف ايران الى مستوى عدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي، غير ان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ما هذا التخبط الفاضح الذي يسوقه الاوروبيون ويتوقف عنده المراقبون والرأي العام العالمي؟ وهو التساؤل هل طبق الاتحاد الاوروبي بنداً واحداً من الاتفاق النووي طيلة السنة والنصف الماضية حتى يخرج اليوم منه؟ موقف ساخر ومهزلة تضحك حتى الثكالى لشدة ركاكتها وابتذالها.

الغارديان البريطانية التي سربت هذا الخبر قبل ايام نقلا عن مصادر اميركية كتبت: انه ليومنا هذا لم يبلغ اي مسؤول رسمي اوروبي هذا التهديد الى ايران ونضيف الى ذلك أنه لم يصدر لحد الان ايضا أي رد فعل اوروبي تجاه هذا الخبر، لكن المؤكد ان ما مارسته اوروبا طيلة هذه الفترة من سياسة مراوغة والتفافية لعرقلة الاتفاق النووي وابقائه حبراً على ورق، يبرهن بلا شك النوايا المبيتة للاتحاد الاوروبي وسياساته المتماشية مع اميركا ضد طهران.

غير ان ايران الاسلامية التي نفذ صبرها من الوعود الاوروبية المعسولة والفارغة قررت في الذكرى السنوية الاولى لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي ان تتخذ قرارها الحاسم وتضع حداً لهذه المهزلة بتخفيض التزاماتها عسى أن يعود الاوروبيون الى رشدهم ويتحملون مسؤوليتهم القانونية تجاه الاتفاق النووي الذي وقعوه بانفسهم وبمصادقة من مجلس الامن الدولي، فقامت طهران بخطوتها الاولى ثم الثانية والثالثة بتخفيض التزاماتها طبعا بجدول زمني حددته بشهرين لكل خطوة حتى تمهل الاتحاد الاوروبي ان يقف عند مسؤوليته لكن للأسف الشديد ليس لم يتخذ اي موقف محدد حول العمل بالتزاماته فقط بل تمادى في غيّه وكشر عن انيابه وعدائه لايران بشراسة غير مسبوقة حين اتهم موخرا وبدون اي دليل وقوف ايران خلف قصف منشآت آرامكو السعودية.

هذا الموقف اللامسؤول واللا اخلاقي لاوروبا اثبت انها خاضعة للضغوط الاميركية وهي عديمة الارادة وتفتقد للقرار المستقل وان عداءها لايران ليس باقل من اميركا الغاشمة التي تتربص الدوائر بايران ليل نهار لكنها خسئت ومنذ اربعة عقود ان تهز هذا الجبل الشامخ واليوم وباعتراف المراقبين والاوساط السياسية ان اميركا عاجزة تماما عن منازلة ايران حتى بعد الضربات الماحقة التي لحقت بها كاسقاط تاج صناعتها الطائرة المسيرة " MQ4" والمتطورة جدا.

لقد اثبتت الوقائع بالارقام والادلة ان الزعماء الاوروبيين لا يقلون عن غالبية الحكام العرب في تبعيتهم لاميركا وهذا ما اثبتوه وعبر انصياعهم لضغوط ترامب انهم مجرد موظفين لدى الادارة الاميركية في التزامهم بمحاصرة ايران رغم تضررهم من ذلك وان القارة الاوروبية تفتقد اليوم لزعيم مستقل كالجنرال ديغول في الحفاظ على استقلال اوروبا وفرنسا بالذات. ان التعامل الوقح لترامب في توجيه الاساءات والاهانات المبتذلة الى الرئيس ماكرون الذي ابتلعها بسهولة وسكت عنها لا تقل عن اهاناته واحتقاره الشديد للملك سلمان الذي مثله بالبقرة الحلوب ان جف ضرعها سيرميها في المزبلة.