يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي المؤمنين
بعد مسلسل الضربات المزلزلة التي تلقتها السعودية من سلاح الجو اليمني الذي تمثل بهجمات الطائرات المسيرة، صحت الامارات على نفسها بان القضية جدية وليست مزحة ولو واجهت احداها ستتحول الى أطلال لذلك لعبت لعبتها في استخدام التكتيك بالايحاء في الانسحاب الجزئي من اليمن في محاولة يائسة لتفادي ضربات مسيرات انصار الله عسى ان تنجو بجلدتها وتبقى في مأمن من هذه الضربات وقد طلبت عبر الوسطاء امهالها لترتيب اوضاعها لكن على ما يبدو ان القرار ليس بيدها وان الاميركان أوعزوا لهم ان يصعدوا الموقف لتجميع بعض الاوراق التفاوضية لما يبيتوه في الحل النهائي لتقسيم اليمن وتوزيع المكاسب للاطراف المنخرطة في الحرب، فوصول ثلاث سفن اماراتية تحمل اكثر من الف مقاتل يمني تدربوا في اريتريا خلال الايام الاخيرة الى ميناء المخا مع وجود 50 الف مقاتل يمني يدور في الفلك الاماراتي لا يقدم ولا يؤخر في ساحة المعركة .. انها مجرد مناورة تصعيدية للضغط وتجميع الاوراق للتفاوض.
على الامارات الطامعة بخيرات اليمن والتي تحلم بالسيطرة على باب المندب وعدن وسقطرة ان تدفن هذا الحلم معها لان اليمن كان على مر التاريخ مقبرة للغزاة من القوى العالمية والاقليمية، فكيف بمشيخة تريد فرض وصايتها وارادتها على بلد عريق وحضاري كاليمن.
فعلى الامارات ان تعرف وزنها وحجمها وأن لا تلعب بالنار اكثر من هذا. وعليها ان تصغي للرسالة التحذيرية الشديدة اللهجة لصنعاء حيث قالت بالحرف الواحد "الأهداف حددت وقواعد الاطلاق جاهزة" لذلك ينبغي على الامارات ان تستوعب الرسالة وتعى خطورة الموقف لتتخذ القرار الصائب الذي ينقذها من الخراب والدمار القادم.
فالاستعراضات الاماراتية الخاوية في نقل المقاتلين والمعدات العسكرية الى اليمن لا تدل على امساكهم لزمام الامور للميدان بل هو انعكاس لتخبط وارتباك واضحين في القرار وهذا ما يدحض ادعاء الامارات في الانسحاب من اليمن، لذلك ان مثل هذه المناورات الفاضحة لابوظبي تكشف عن نفاقها واختفاءها خلف أصبعها ولا يفيدها بشيء وما عليها ألا أن تتلافى الموقف وتبعد نفسها من ضربات انصار الله القاصمة التي قد تعيدها الى عقود سابقة وهنا تتجسد الآية القرآنية الكريمة " يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي المؤمنين".