مبادرة هرمز للسلام انقاذ للمنطقة والعالم
ما تحمله الجمهورية الاسلامية في ايران من موقع استراتيجي ومكانة اقليمية ودولية ولما تقوم به من دور وثقل وازن في المعادلات العالمية، طبيعي ان يكون رئيس جمهوريتها مميزاً وان مشاركته في كل عام بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، تكون لافتة وبمستوى الحدث حيث تتوجه الانظار اليه ويتسابق الرؤساء والزعماء وشبكات التلفزة الاميركية والعالمية للقائه، فكيف ونحن في هذا العام الذي يحمل مبادرة هرمز للسلام في وقت أن منطقة الخليج الفارسي والعالم أحوج ما يكون لهذه المبادرة التي ستعزز الامن و السلام فيها.
وحتى الساعة لم تعلن تفاصيل مشروع الرئيس روحاني للسلام بانتظار كلمته التي سيلقيها اليوم من على منبر الامم المتحدة ليعلن بنود هذه المبادرة المتعطش لها العالم بسبب معالجة الاوضاع المأزومة اقليمياً ودولياً وعلى كافة المستويات ولابد ان تتلقفها جميع الاطراف اذا كانت صادقة في نواياها لاستتباب الامن والسلام في منطقة الخليج الفارسي. غير انه من الواضح ان الجمهورية الاسلامية انتهجت بعد انتصار الثورة الاسلامية سياسة ثابتة لاستتباب الاستقرار في منطقة الخليج الفارسي الاولى ان يناط حفظ الامن والاستقرار للدول المتشاطئة والثاني ان تخرج جميع القوات الاجنبية التي هي عامل توتر وزعزعة للاستقرار من هذه المنطقة.
ولاشك ان طرح مثل هذه المبادرات من قبل ايران تحمل رسائل حسن نية وتؤكد في نفس الوقت ارادتها وحرصها على سلامة الملاحة وحفظ استتباب الامن ليس لها فقط بل لكل الدول المطلة على الخليج الفارسي وحتى التي تختلف معها لان الاستقرار في المنطقة يخدم الجميع ويؤدي الى اعمارها وازدهارها.
والعبرة ليس في طرح المبادرات فقط بل لابد من الاستجابة لها على انها خطوة في الاتجاه الصحيح لتدعيم ركائز الاستقرار والسلام في هذه المنطقة لقد سبق لايران ان طرحت معاهدة عدم الاعتداء وقبلها مبادرات اخرى لكن للاسف الشديد لم تكن وقتها بسبب الظروف والضغوط الاجنبية وفقدان الارادة آذان صاغية لها أما اليوم ووفقا للمؤشرات والظروف الحالية والمشاكل الاقتصادية التي تواجه العالم هناك من يستبشر ان تتلقى كل الاطراف الاقليمية والدولية هذه المبادرة لأهميتها ولما ستؤول اليها من نتائج ايجابية التي تصب في صالح الجميع وتبعد المنطقة من الاخطار والتوترات التي هي في غنى عنها.
ولا شك ان اعلان الرئيس روحاني مبادرة هرمز للسلام من على منبر الامم المتحدة تحظى باهمية كبيرة ولها دلائل معينة منها اسهام جميع دول العالم فيها وكذلك طمأنة جميع الاطراف المعنية بالمبادرة بانها مدعومة اممياً وتحمل ضمانتها. لكن ما سيكون لافتاً ان هذه المبادرة بانها ستصبح محكاً للدول التي تبيت الشر لمضيق هرمز ولمياه الخليج الفارسي من خلال وضع العراقيل لإفشالها.