مبادرة الاقتدار والقوة
مهدي منصوري
صرح رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن، اننا ومن منطق الثقة والقوة نعلن عن وقف استهداف الاراضي السعودية بالطيران المسير، ولكن قيد هذه المبادرة بشرط بقوله "ننتظر انهاء اعلان مماثل يوقف كل اشكال الاستهداف الجوي لاراضينا اليمنية."
من خلال ما تقدم يعكس وبوضوح وبشفافية عالية ان اليمنيين لا يرغبون بالحرب او دوامها، الا انها وعندما فرضت عليهم ظلما وعدوانا دفعتهم الى اداء الواجب الوطني والانساني بالدفاع عن ارضهم وشعبهم وبالصورة التي لم ترسم ملامحها في الخارج، بل بما يرونه مناسبا لحفظ استقلال وسيادة بلدهم، والضربة الاخيرة الموجعة والمؤلمة التي وجهها انصار الله للاقتصاد السعودي والتي لم يتوقعها احد وبالصورة التي خرجت بحيث وضعت الخبراء العسكريين الاميركيين في حيرة بحيث عبروا عنها بالقول: "ان الهجمات الحوثية تحايلت على الدفاعات العسكرية السعودية بما فيها ستة صواريخ باتريوت الاميركية التي يكلف الواحد منها حوالي مليار دولار" هذه المنظومة الباهظة الثمن والتي قصمت ظهر الاقتصاد السعودي لم يسعف السعودية".
واشارت بعض الاوساط الاعلامية بالقول "نحن امام مفارقة سياسية ذات بعد وجودي، اذا كانت السعودية عاجزة عن حماية مصدر دخلها القومي فكيف تحمي أمنها القومي؟، ويبدو ان السعودية لم تدرك بعد ان الهجوم على منشأتي "الارامكو" اخيرا اظهر مدى هشاشة وضعيتها الاستراتيجية والجيوسياسية، والا لما اقحمت نفسها في حروب اقليمية مع دول حدودية مثل اليمن والعراق". والملفت في الامر ان حكام بني سعود قد اخذتهم العزة بالاثم عندما اصموا اذانهم واغمضوا أعينهم امام كل النداءات التي صدرت من كل حدب وصوب لايقاف عدوانهم على اليمن والذهاب الى الحل السلمي. رغم ادراكهم للتفوق اليمني عليهم والذي وصل فيه الى القصر الملكي مما احدث فجوة واسعة بين الاسرة الحاكمة ذاتها.
اذن وبعد ان اتضح للعالم اجمع وبعد الهجمات الاخيرة لمنشأتي ارامكو والتي وضعت السعودية في موقف صعب لان معادلة الردع اخذت منحى اخر اوضحت حالة العجز الكبير للرياض امام الصمود اليمني الرائع والمنقطع النظير، لابد ان تفكر مليا في المبادرة اليمنية الاخيرة والذهاب الى الحل السلمي من خلال طاولة الحوار لانهاء هذه الازمة، مادام لايزال للسعودية بعض من المصداقية لدى بعض الدول، والا وفيما اذا ركبت رأسها وعادت الى عنادها بالاستمرار في العدوان فان انصار الله وكما اعلنت قياداتها لديهم الكثير من المفاجآت التي تفوق ضرب منشآت ارامكو هذا من جانب، ومن جانب آخر فان ما سيترتب على استمرار العدوان السعودي من اخلال أمني في المنطقة ستتحمله الرياض وحدها لان حلفاءها أخلوا ظهرها وبقيت وحدها في الميدان خاصة اميركا.