kayhan.ir

رمز الخبر: 101350
تأريخ النشر : 2019September22 - 19:52

حضور وفد من طالبان في إيران، الرسائل والتداعيات

الخبر: بعد فشل المفاوضات الطويلة التي أجراها الأمريكان مع طالبان توجّه وفد من طالبان إلى ايران عقب زيارته لموسكو وأجرى مفاوضات مع السلطات الإيرانية.

التحليل: السبب في عقم مفاوضات طالبان وأمريكا، رغم ما بذلته أمريكا من جهد، يعود في المقام الأول إلى أن حركة طالبان قد توصلت نهائيا إلى إحاطة مفادها أن أمريكا ليست طرفا موثوقا به على الصعيد الدولي نظرا لنقضها المتكرر للعهود والمواثيق ومن ضمنها انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران. ومن جهة أخرى فإن سوابق هذه الجماعة على مدى عشرين عاما وتجاربها الطويلة المدى وقاعدتها الاجتماعية الملائمة في أفغانستان هذه كلها قد أوصلت طالبان إلى إحاطة أن هدف ترامب من إجراء المفاوضات مع طالبان ووعده بالخروج من أفغانستان لا يمكن الوثوق فيهما وأن أمريكا و ترامب ينظران إلى طالبان كآلة يستغلانها للانتخابات فحسب، وليس من المعلوم أنه إذا ما فاز ترامب بالأصوات اللازمة في المرحلة الثانية للانتخابات فهل سيبقى طالبان عنصرا مرغوبا فيه بالنسبة لترامب ذاته وحكومة أمريكا أم لا؟

ثم إن طالبان تنظر بعين الريب والشك إلى علاقة أمريكا بفلول داعش التي جرى انتشارها في أفغانستان بعد هروبها من سوريا والعراق وطردها من البلدين كما أنها لا تثق في وعود أمريكا بشأن إعطائها الأولوية لطالبان مقارنة بداعش ولهذا رجحت اكتساب الشرعية الدولية من قبل سائر الدول على وعود أمريكا الحلوة بعيدة المنال.

وفي الجانب المقابل فإن ايران رحبت بوفد طالبان من زوايا خاصة: أولها أن طالبان تسيطر حاليا على أكثر من نصف أفغانستان شئنا أم أبينا، ولهذا فإن تحقيق السلام في أفغانستان لا يتيسر إلا من خلال عقد حوار فيما بين الفصائل الأفغانية ومن بينها طالبان. ثانيا قضية الحدود المشتركة الإيرانية الأفغانية وعدم اعتداء هذه الجماعة على مصالح ايران في أفغانستان بصورة مستديمة وكذلك قضية صيانة هذه الحدود المشتركة من جهة أخرى، هذه كلها دفعت إيران إلى قناعة مفادها أن طالبان اليوم تختلف عن طالبان قبل عشرين سنة، اختلافا أساسيا ولذا من شأنها أن تشكل طرفا موثوقا فيه في المفاوضات والتعامل.

وتثبت آخر التقديرات أن جماعات وتكتلات عديدة من طالبان مازالت تعارض احتلال أفغانستان من قبل أمريكا بشكل خاص وأنها تصر على تمشيط وتصفية أفغانستان من الاحتلال الأمريكي. وهذا معناه أننا بإمكاننا أن نتوقع آفاقا مؤثرة من التعاون المشترك وأخيرا الترحيب بأفغانستان تحظى بالهدوء والاستقرار بمحاذاة الحدود الإيرانية.

كما أن هذه التجربة الجديدة، الناتجة عن إجراء المفاوضات والتعاون بين إيران وأفغانستان من شأنها أن تلقي أضواء على تقديم واختبار مبادرة يُنظر من خلالها إلى الشعب الأفغاني نظرة تقدير واحترام ويُحافَظ في ضوئها على سيادة أراضي أفغانستان بمعزل عن العنف وسفك الدماء الذي وضعته أمريكا والسعودية والإمارات في أجندة أعمالها خلال السنوات الماضية، وبغرض التوصل إلى أهدافها ومصالهحا.

العالم