kayhan.ir

رمز الخبر: 101143
تأريخ النشر : 2019September18 - 19:53

العالم يتحول شرقاً والتداعيات الجيواستراتيجية بيننا ...!

محمد صادق الحسيني

كل ما يحصل في العالم يشي بان مركز ثقل العالم ينتقل من الغرب الى الشرق..!

ومع كل خطوة بهذا الاتجاه تصبح بعض الدول والقوى والاسماء والرموز في خبر كان ...!

ليس فقط بولتون ونتن ياهو خرجا من المشهد وسيخرج معهما آخرين بل ان الكيانين السعودي والاسرائيلي وهما كيانان وظيفيان سيصبحان قريبا خارج التاريخ والجغرافيا ايضاً ...!

في هذه الاثناء ايران وروسيا والصين هي الدول الصاعدة واليكم نبذة مختصرة من المشهد الصيني على ما نقول والقادم سيظهر ويبان بيننا..!

1. بدأت الولايات المتحدة بزيادة عدوانيتها ، السياسية والامنية والعسكرية ، تجاه جمهورية الصين الشعبية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي . حيث عملت على افتعال موجة احتجاجات وفوضى في العاصمة بكين في شهر حزيران ١٩٨٩ وذلك في ما اصبح يعرف بأحداث ساحة بيانانمن ، بهدف اسقاط الدولة الصينية ، تمهيداً لتكريس الهيمنة الاميركية المطلقة على العالم ، بعد اسقاط الاتحاد السوفييتي ودوّل المنظومة الاشتراكية .

2. لكن وعي الشعب والجيش والحكومة في الصين قد اسقط المؤامرة الاميركية الغربية

(الناتو ) ، ولكنه لم ينه التوتر الذي حصل بين الطرفين اثر تلك المؤامرة . الامر الذي دعا الحكومة الصينية الى البدء بوضع استراتيجية دفاعية معززة ، لحماية حدود البلاد البحرية ، المهدده من قبل الاساطيل الاميركية ، سواء في بحار الصين او في المحيط الهادئ ، خاصة بعد ان افتعلت الولايات المتحدة وحلف الناتو ، سنة ١٩٩٥/٩٦ ، أزمة جدية حول جزيرة تايوان ، من خلال دعمها المعلن لما سمي استقلال الجزيرة ، المنشقة عن الوطن الام ، الصين ، بدعم اميركي غربي .

3. قامت الولايات المتحدة ، خلال تلك الازمة ، بنشر ثلاث حاملات طائرات اميركية مع كل السفن الحربية المرافقة لها ، من مدمرات وطرادات وزوارق صواريخ وسفن إنزال وفرقاطات وغير ذلك . وهو اجراء رأت فيه الصين حشداً قتالياً يشير الى خطط لشن عدوان اميركي على أراضيها ، مما اضطرها لاتخاذ سلسلة اجراءات عسكرية لمواجهة هذه الاخطار ، خاصة على سواحلها الجنوبية .

4. أظهرت خطط القيادة العسكرية الصينية ، التي وضعت لمواجهة وافشال اَي عدوان اميركي محتمل ، أظهرت بعض الثغرات في تسليح الجيش الصيني آنذاك ، على الرغم من انه كان قد خضع لعمليات تحديث وأعادة تسليح واسعة النطاق ، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي .

الامر الذي دفع القيادة الصينية لاحقاً لاتخاذ قرار بالإسراع في تحديث سلاح الجو وسلاح الصواريخ الصينيين على وجه خاص .

5. وانطلاقاً من هذا الواقع الميداني ، من الحشود الاميركية الهائلة وما رافقها من تهديدات للصين وكوريا الشمالية أيضاً ، فقد قررت القيادة الصينية اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لتعزيز امنها البحري بشكل خاص ، اَي امن مياهها الاقليمية ، وذلك من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية البحرية ، في المناطق المحظورة الدخول على القوات المعادية والتي يطلق عليها اسم :

‏( A2AD ( Anti access aria denial بالانجليزية . وذلك لمواجهة اَي هجوم بحري اميركي محتمل .

6. ترجمت القيادة الصينية اجراءاتها الفورية تلك بعقد صفقات تسلُحٍ كبيرة مع روسيا ، حيث اشترت الصين عشرات مقاتلات التفوق الجوي / السيطرة الجوية / الروسية الاكثر حداثة ، من طراز سوخوي 30 ، وذلك الى جانب ما كانت تقتنية الصين ، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ، من مقاتلات سوخوي ٢٧ ، التي بدأت بإنتاجها محلياً تحت اسم : J 11- B .

عززت طائرات السوخوي / ٣٠ / هذه ، المسلحة بصواريخ KH - 31 المضادة للسفن ، الدفاعات البحرية الصينية بصورة فعالة جداً ، مما وضع الأسس الدفاعية المتينة للبدء في اقامة سلسلة الجزر الصناعية في البحار الصينية المختلفة ، خاصة بعد تقديم الولايات المتحدة وحلف الناتو دليلاً جديداً ، على خططهم العدوانية تجاه الصين ، وذلك عندما قصفوا السفارة الصينية في بلغراد ودمروها ، ابان عدوانهم على جمهورية صربيا سنة ١٩٩٩ .

7. وعليه فاننا نجزم ان افشال مؤامرة اسقاط الدولة الصينية سنة ١٩٨٩ وما تبعه من اجراءات صينية ، هو من عزز ثبات الدولة وصمود الشعب ، والخطوة التي كانت هي الاساس في القفزة الاقتصادية الهائلة ، التي حققتها الصين ، في مجال الصناعة والتكنولوجيا والتجارة خلال العقدين الماضيين .

هذه القفزة المرتكزة الى وسائط دفاع برية وجوية وبحرية / قاتل حاملات الطائرات DF - 26 /مثالاً ، هي التي تفرض انهاء الهيمنة الاقتصادية الاميركية على أسواق العالم ، الى جانب اسباب اخرى طبعاً ، وهي التي دفعت الرئيس الاميركي ترامب الى اعلان الحرب التجارية على جمهورية الصين الشعبية ، بعد ان فشلت جهود واشنطن والناتو العسكرية لاسقاط الدولة الصينية وإخضاع الصين .

8. وبنظرة سريعة لمسرح المواجهات الدولية الحاصلة حالياً ، بين محور الهيمنة وسياسة القطب الواحد من جهة ، وبين محور العلاقات الدولية السلمية ، القائمة على احترام قواعد القانون الدولي وسياسة تعدد الأقطاب ، نقول ان نظرة سريعة على هذا المسرح تؤكد ان سياسات العقوبات المالية والاقتصادية ، التي تمارسها الولايات المتحدة ، ضد روسيا والصين وكوبا وفنزويلا وايران بشكل اكثر عنفاً وصرامة ليست سوى تعبير عن افلاس وفشل كاملين للسياسات العدوانية لواشنطن وحلف الناتو .

فشل استراتيجي سيؤسس لتغيير استراتيجي في العلاقات الدولية نظراً لما تركه هذا الفشل من تغيير جوهري في موازين القوى الدولية ، التي تحكم او ستحكم مخرجات هذا الصراع الجيوستراتيجي ( الدولي على صعيد العالم ) .

اتى امر الله فلا تستعجلوه

بعدنا طيبين قولوا الله