الدبلوماسية الحاذقة في وجه الصلف الأميركي والغربي
عمر عبد القادر غندور
أبلغت طهران بلسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الاتحاد الأوروبي أنها بصدد تقليص التزامها بالاتفاق النووي في مجال الأبحاث النووية والماء الثقيل، مع الإبقاء على باب التفاوض مفتوحاً مع الأوروبيين.
إلا أنّ الاتحاد الأوروبي طلب من إيران البقاء على التزامها بالاتفاق النووي ودعت الخارجية الفرنسية الى عدم إلحاق الأذى بالجهود التي تبذل لنزع فتيل التصعيد!
ولا ندري كيف يستقيم الطلب الأوروبي بضرورة إبقاء إيران على التزامها بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه وبعد عجز الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الدولة الإيرانية التي طالبت بموقف أوروبي باعتبارها شريكة في الاتفاق!
الواضح انّ الدول 4+1 لا ترى ايّ مشروعية للانسحاب الأميركي من الاتفاق ولا هي قادرة على مواجهة الصلف الأميركي فتطلب من الإيرانيين الالتزام وهم الذين يعانون الحصار الأميركي الصارم.
مشكلة الولايات المتحدة والغرب بصورة عامة، أنهم لا يقبلون ولا يتصوّرون انّ دولة كإيران يمكن أن ترفض الإذعان للثور الأميركي الهائج رغم مرور ما يقرب النصف قرن على قيام الثورة الإسلامية في إيران، ولا يفهمون انّ أمة كالأمة الإيرانية لا تشتري ولا تبيع كرامتها الوطنية بذهب الارض! ومثل هذه الأمة ليست كغيرها من الأمم الغرائزية الجاهلة والهائمة واللاحقة والمستلحقة تلهث وراء غرائزها وترفض مواجهة من يريد ان يسحقها وهو يسحقها من زمان.
ولا بدّ انّ في الغرب من يُقدّر المقدرة الإيرانية الرائدة في ممارسة الدبلوماسية الخارقة والحاذقة مع أصدقائها وأعدائها ولو على حافة الهاوية وفي ذلك عبرة لمن يريد الاعتبار.