طهران/كيهان العربي: اعربت قناة BBC الرسمية عن قلقها حيال حزم السلطة القضائية الايرانية في تطهير الادارات من المدراء المفسدين، معتبرة المنهجية التي يتبعها رئيس السلطة القضائية "ابراهيم رئيسي" بالجادة.

واضافت الـ BBC تحت عنوان "ابراهيم رئيسي والمهمة الجديدة" وفي اشارة الى توقيف بعض المدراء والمفسدين المتنفذين في الجهاز التنفيذي والسلطة القضائية والمجلس،" بعد عام من شروع المحاكم الخاصة لمكافحة المفاسد الاقتصادية، فقد دخلت هذه المحاكمات في الجمهورية الاسلامية الايرانية مرحلة جديدة. فالوقائع الكبيرة والتحولات غير المسبوقة خلال الاشهر الماضية تعكس مدى التغير الحاصل من محاربة الفساد المستشري بين الدلالين غير الحكوميين الى التكنوقراطيين الحكوميين، لتبدأ مرحلة اعتقال المدراء التنفيذيين لتصل الى "عبد الله بوري حسيني" رئيسي دائرة الخصخصة، و"هاشم يكه زارع" المدير التنفيذي لشركة ايران خودرو. كما وشنت حملة على مدراء البلدية واعضاء مجالس البلديات منذ فترة تولي عمدة طهران "كرباسجي" عام 1997 ولليوم. فتم توقيف شخصيات مثل "حسن رعيت" و"اكبر طبري" مما يعكس عدم وجود خط احمر في محاربة الفساد.

وفي اشارة الى اعتقال نائبين في مجلس الشورى بخوص ملف "سايبا"، استطردت القناة البريطانية بالقول: ان التحليل الرائج في وسائل الاعلام حول التحولات الاخيرة هي تكرار للتحليلات السابقة المتأثرة من رؤية قديمة للمعادلات والتنافس السياسي. فحول الاعتقالات التي طالت مدراء تنفيذيين او محاكمة مسؤولين في البنك المركزي بتهمة الاخلال في نظام العملة الصعبة، الذين هم من داعمي الحكومة، اعتبرته هذه التحليلات بانها عقبة امام مسير الحكومة.

ان المفارقة البارزة في هذه التحولات هي التنسيق بين مؤسستين امنتيتين في تنفيذ الاعتقالات، مما يعكس ان هذه الاجراءات الواسعة خطط لها من قبل جهات اعلى من "ابراهيم رئيسي " اذ ان غالبية مدراء البلديات واعضاء المجالس البلدية المحلية قد تم اعتقالهم من قبل وزارة الامن، وان غالبية المدراء العامين من قبل وكالة امن حرس الثورة الاسلامية.

فلم يكن اعتقال مقربين من "هاشمي"، و"احمدي نجاد"، و"روحاني" ممكنا دون دعم من آية الله خامنئي، كما لم يكن اعتقال "اكبر طبري" من دون ضوء اخضر من جهات عليا.

هذا وتصب تصريحات "برويز فتاح" مسؤول مؤسسة المستضعفين، بخصوص التحولات الاخيرة، في هذا الاتجاه حين اعتبر الاعتقالات التي حصلت مؤخرا بامر السلطة القضائية هي وليدة برنامج ستراتيجي للجمهورية الاسلامية وسياسات النظام، قائلا: لا تقلقوا من هذه الاعتقالات ولا تهابوا فالثورة الاسلامية تمر بمرحلة تغيير من الداخل وان تخلي البعض من قاطرة الثورة امر طبيعي ولا مفر منه.