الرد القادم حبلى بالمفاجاة
تاريخ 1/1/1441 هـ المصادف للاول من ايلول 2019 هو يوم خالد في تاريخ الصراع مع العدو الذي يجب ان يحفر في ذاكرة الاسرائيليين حسب نصيحة سيد المقاومة لهم لان المقاومة الاسلامية في هذا اليوم كسرت اكبر خط احمر كان قائما منذ عشرات السنين اي منذ تاسيس الكيان الصهيوني الذي كان يجن جنونه اذا ما اقترب احد من السياج الحدودي فقط لكن هذه المرة الاولى في تاريخ هذا الكيان التي يقتحم فيها رجال الله الاراضي المحتلة ويضربون احد آلياته العسكرية على مسافة اربعة كيلومترات في عمقه وهو في ذروة تأهبه واستنفاره الامني والعسكري وطيرانه في تحليق مستمر وهو يراقب الموقف منذ ثمانية ايام لكنه ورغم ذلك فأن رجال المقاومة قد نفذوا عمليتهم النوعية والبطولية في وضح النهار بنجاح تام وعادوا الى قواعدهم سالمين انتقاما لشهدائهم الذين سقطوا في عقربة الشام.
وما كان لافتا ومدهشا على الحدود اللبنانية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال الايام الثمانية التي سبقت العملية البطولية والتي غيرت مسار المعادلات والتوازنات في المنطقة لصالح المقاومة وما تلا ذلك هو غياب الوجود الاسرائيلي عسكريا ومدنيا في الشريط المحاذي لجنوب لبنان وبعمق 5 الى 7 كيلومترات واصبحت المستوطنات والثكنات في هذه المناطق خالية لا يتردد فيها احد وقد ثبت للقاصي والداني مدى هشاشة هذا الكيان حيث اوعز نتنياهو خوفا من التداعيات لوزرائه بعدم التصريح وفرض رقابة شديدة على الاعلام للتغطية على الخسائر.
والسؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح اين الجيش الذي لا يقهر فمجرد ان يهدد سيد المقاومة من الانتقام لشهداء المقاومة او يهدد بالرد على الاعتداءات الاسرائيلية لتثبيت قواعد الاشتباك يهرب جنود الاحتلال من ثكنهاتهم تاركين وراءهم اسلحتهم ودباباتهم مستنجدين بالدمى للدفاع عن انفسهم. أي مهزلة وهوان هذا الذي نشهده من جيش يصنف الخامس في العالم، يهرب بهذه الصورة المخزية وعندما يضرب في الصميم بضربة استراتيجية موجعة يرسل بقذائفه الى مناطق خالية على الجانب اللبناني تجنبا من المواجهة وخوفا من تداعياتها و اتساع رقعتها وهو يعلم جيدا انه غير مستعد أو قادر على مواجهة رجال المقاومة وهنا تتجسد مقولة سيد المقاومة عندما يقول انها أي "اسرائيل" "اوهن من بيت العنكبوت".
وما كان مذهلا وصدم العالم وقبلها الصهاينة هو اعلان سيد المقاومة المسبق والعلني في الاصرار على الرد وتنفيذ ما يقوله في ذلك دلالات كبيرة على ان المقاومة الاسلامية وقائدها السيد نصر الله هو الذي يتحكم بالموقف وهو من يبادر امام العدو الصهيوني الذي كان عشرات السنوات يسرح ويمرح في الاراضي اللبنانية واذا به اليوم يقف عاجزا مهزوما ينتظر رد المقاومة ومن يخلصه من هذه الورطة التي ورطه فيها نتنياهو الذي هو الآخر خسر سياسيا وستنتهي حياته السياسية في 17 ايلول موعد الانتخابات الاسرائيلية.
كل هذه التداعيات جاءت على أعقاب رد المقاومة على عقربة ولم يأت بعد الرد المرتقب للمقاومة على اعتداء الضاحية الذي سيحمل معه المفاجأة للعدو وسيكون بالتاكيد من العيار الثقيل الذي يتناسب مع حجم اعتداءات المسيرتين على الضاحية الجنوبية وما كان سينجم عنها من تداعيات أمنية وخسائر جسيمة أذ ما نجحتا في تنفيذ مهمتهما لكن شاءت الالطاف الالهية ان يمر هذا الخطر الكبير وتنجو الضاحية من هول كارثة بيتها الصهاينة للانتقام من عاصمة المقاومة.