لاوساط الاعلامية في طهران: لو كانت فرنسا ملتزمة بتعهداتها لما تنصلت عن خطة العمل المشترك
طهران/كيهان العربي: في الوقت الذي وثق جهازنا الدبلوماسي بضخ 15 مليار دولار في آلية اينستكس، لم تلتزم فرنسا ليس باي من تعهداتها حيال خطة العمل المشترك وحسب بل برهنت انها في تنسيق كامل مع اميركا، ولا تخطط الا في خداع ايران.
وكان رئيس البلدين الايراني والفرنسي قد تهاتفا ليل الاحد استمرت لساعتين حول قضايا مثل خطة العمل المشترك، والعلاقات الثنائية، واحداث المنطقة والدولية.
واعتبر روحاني خلال هذه المكالمة مساعي باريس في مجال حفظ خطة العمل المشترك بالحثيثة وشدد روحاني على ان الغاء جميع العقوبات على ايران بمثابة مقدمة للمفاوضات القادمة، قائلا: ان لم تتمكن اوروبا من تفعيل تعهداتها فان ايران ستنفذ المرحلة الثالثة من خفض تعهداتها حيال خطة العمل المشترك، وبالطبع فان هذا الاجراء يمكن التوقف عنده كسائر المراحل الاخرى. اذ ان نص الاتفاق النووي غير قابل للتغيير وعلى جميع الاطراف ان تلتزم ببنوده.
وكتبت صحيفة كيهان الفارسي في تقريرها الخبري في هذا المجال جاء فيه: واثر المكالمة الهاتفية بين الرئيسين اصدر ماكرون بيانا، جاء فيه ان الرئيس الفرنسي يطالب بتنفيذ كامل لتعهدات خطة العمل المشترك، لاجل احلال الامن والسلام في المنطقة. واضاف ماكرون: ومن المؤكد ان استمرار الحوار وحل المشاكل عن طريق التفاوض لهو قرار صائب وينبغي المضي بهذا النهج حتى الوصول لنتائج جيدة.
الجدير ذكره ان حسن روحاني وامانوئيل ماكرون قد تواصلا هاتفيا خلال الاشهر الثلاثة الماضية ست مرات. فيما التقى ظريف الرئيس الفرنسي في الثالث والعشرين من اغسطس، كما ودعي ظريف الاسبوع الماضي من قبل ماكرون لحضور اجتماع مجموعة السبع، والتي اعتبرت غير متوقعة من قبل وسائل الاعلام.
بدوره التقى سيد عباس عراقجي المساعد السياسي لوزير خارجيتنا في الثالث والعشرين من يوليو الماضي وزير خارجية فرنسا، وقد توجه امس الى باريس ليلتقي المسؤولين الفرنسيين والتشاور معهم.
وقد صرح ظريف قبل اسبوع خلال حديث لوكالة فرنسية، حول الاقتراح الفرنسي الموهن قائلا: "ان اقتراحات ماكرون بخصوص خفض لتصعيد فيما يخص الاتفاق النووي مع ايران، تاخذ مجراها الصحيح."
هذا في الوقت الذي صرح ماكرون قبل ايام، بان التفاوض حول القدرات الصاروخية والاقليمية لايران، واعتبار قيود خطة العمل المشترك دائمية، وايقاف خفض التعهد حيال خطة العمل المشترك، بمثابة حزمة يقترحها في المرحلة الاولى!
ويرى الكثير من المراقبين ان هدف فرنسا، تراجع ايران دون خفض العقوبات الاميركية، وان زيارة ظريف المفاجئة الى فرنسا ومن ثم تصريحات روحاني حول الرغبة في التفاوض مع اميركا لهي مصداق لدبلوماسية انفعالية!
ومن الواضح ان الحكومة الفرنسية كسائر الاطراف الاوروبيين يشددون على عدم خروج ايران من خطة العمل المشترك بأي شكل من الاشكال.
وحسب ما ضمن الاتفاق النووي فانه لاجل خفض التعهدات هنالك ثلاث مراحل، وقد تم خوض مرحلتين، ومن المقرر ان تنفذ المرحلة الثالثة، وان مراقبة التحركات تدلل على الطرف الاوروبي يحاول ايقاف تنفيذ ايران للمرحلة الثالثة وما هي الاجراءات الفرنسية الا وتصب في هذا المجال، لتلعب دور الشرطي الجيد لتقنع ايران قبال الوعد بضخ 15 مليار دولار في آلية اينستكس، ان تعود ايران حتى عن المرحلتين الاولى والثانية! وهذا يصب في:
1 ـ ان الاوروبيين في وقت يعدون بهذا المبلغ لم يكونوا قد التزموا قبلا بضخ 4 ملايين يورو في آلية اينستكس.
2 ـ ان الادارة الفرنسية ومنذ الخروج الاميركي من خطة العمل المشترك ليست لم تف باي من تعهداتها حيال خطة العمل المشترك بخصوص مواجهة الحظر المالي والمصرفي والنفطي وحسب بل نقضها وتجاهلها عقودها مع ايران مثل؛ توتال وبيجو وآيرباس و... معربة بذلك مواكبتها مع اميركا بشكل كامل، ولا تفكر سوى بخداع ايران.
3 ـ ان سفيرة الاتحاد الاوروبي "موغريني" قد قالت قبل ثلاثة ايام وبعد الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في هلسنكي؛ "مازالت لم تنفذ اولى تعاملات اينستكس وهي ستستغرق زمنا طويلا".
4 ـ ان ماكرون كان قد قال قبل ايام في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب وباسلوب مهين ضد الشعب الايراني: "نحن بصدد ابرام اتفاق نووي جديد مع ايران. علينا ان نتوصل الى اتفاق واسع لتلبية مطالبنا الامنية". و"انا متفق مع ترامب في انه على ايران الالتزام بتعهداتها حيال خطة العمل المشترك". وادعى ماكرون "ان هدفنا الاساس الآن هو ان لا نسمح لايران الحصول على السلاح النووي". و"ان ترامب قد اعلن صراحة نحن بحاجة لاتفاق اطول امدا بحيث نتمكن من الاشراف على مواقع نووية ايرانية اكثر"!
5 ـ وحول التنسيق بين فرنسا واميركا ينبغي التذكير بانه في مايس الماضي، قال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب: "ارى اننا نشترك في اهداف حيال ايران، فما هي الرؤى التي نصبو عليها؟ في البدء نريد ان نطمئن انهم لا يحصلون على السلاح النووي، والقصد هو الى عام 2025 لدينا آلية نعتمدها، ونذهب ابعد من ذلك ونحن واثقون اننا نحصل عليها على المدى البعيد.
وثانيا نحن نريد ان يقللوا من نشاطات الصواريخ البالستية، ثالثا ونريد ان ننهي نشاطاتها الاقليمية، ولذا علينا التوصل لهذه الاهداف سوية".
6 ـ ومن الضروري الاشارة الى اجراءات اخرى لفرنسا ضمن تعاملها الدبلوماسي مع ايران من موقع استعلائي ووقح. ففي سبتمبر العام الماضي نقلت وسائل الاعلام خبر "اخراج دبلوماسي ايراني من فرنسا". فيما نفى "بهرام قاسمي" المتحدث باسم الخارجية هذا الخبر في مؤتمر صحفي في سبتمبر العام الماضي. قائلا: سنتخذ اجراء مناسبا حيال ذلك. الامر الذي بقي مخفيا ولم يتخذ اي اجراء متقابل!
7 ـ الامر الاخر هو ينبغي ان لا ننسى ابدا الدور المزدوج لفرنسا منذ بداية خطة العمل المشترك كشرطي سيئ والى الان كشرطي جيد، والذي اقربه ماكرون الاسبوع الماضي خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب، قائلا: "ان للاتفاق النووي نواقص، وان المفاوض الفرنسي اكثر من غيره كان مترددا في التوقيع على الاتفاق".
فاكثر القرارات المشددة من قبل مجلس الامن مثل معاهدة 1803 (وهي اولى العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران) قد اقترحت من قبل فرنسا وبريطانيا. وكانت فرنسا في عام 2009 وفي موقف متناسق مع اميركا وبريطانيا، قد اتهمت ايران بانشاء مركز مخفي لتخصيب اليورانيوم لا يصل اليه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما تسبب في اصدار قرار نفس العام على منشأة فردو منقبل مجلس الحكام. وهي فرنسا نفسها التي حالت دون تصدير اي تقنية نووية لايران.
والان ينبغي ان توضع فرنسا في قفص الاتهام لعدم التزامها بتعهداتها حيال خطة العمل المشترك، والتماهي مع اميركا. ويتوقع من جهازنا الدبلوماسي الاعتبار من تجارب الماضي ومعرفة الواقع على الارض وبدل خفض مستوى التعهدات ان تطالب اوروبا بتفنيذ تعهداتها الـ "حيال خطة العمل المشترك.